الولايات المتحدة رمز الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان!!
طالما رمزت (أمريكا) إلى الحرية بالمظهر الكلاسيكي للتمثال المأخوذ من الالهة الرومانية القديمة، الذي يعبر عن التحرر من العبودية، والقهر واستبداد الحكام، ولكن هذا هو القناع الذي ارتدته أمام العالم حيث غالبًا كان مقصدها من الحرية هو اقتصارها على (الولايات المتحدة) فقط.
فعلى الرغم من الرأي السائد القائل بتخلي (الولايات المتحدة) عن منطقة (الشرق الأوسط)، وبأنها فقدت أهميتها السابقة، ولم تعد لها الأولوية في السياسة الخارجية الأمريكية لأسباب متعددة، إلا أن الوجود العسكري الأمريكي في دول المنطقة ازداد واتسع في السنوات الأخيرة بشكلٍ غير مسبوق، في مقابل تضاؤل نشاطها السياسي وجهودها بشأن تسوية قضية الشرق الأوسط وحل “النزاع” الفلسطيني الإسرائيلي.
ولكن نفت عمليات (الولايات المتحدة) العسكرية ذلك حيث كان لها دور كبير في الإطاحة ب”صدام حسين” وب”العقيد القذافي”، وتمكنت من إسقاط النظامين في أشهر معدودة.
وكانت استرايجية (الولايات المتحدة) واضحة في تدمير (سوريا) و(لبنان) أنها تهدف إلى ما هو أكبر من ذلك حيث (إيران)، ولذلك ليس من الغريب دعمها للجماعات الإرهابية ورعايتها للإرهاب، واستطاعت أن تستتر تحت هدف حماية المصالح والحفاظ على الذات ومنع امتداد الصراع إلى (إيران) ثم إلى (جنوب روسيا) وفي نهاية المطاف إلى (غرب الصين).
وهذا يفسر آخر غاراتها على القواعد العسكرية السورية منذ فترة، حيث وصف ترامب الرئيس الأمريكي بشار الأسد الرئيس السوري بسوءهِ وشره على البشرية، وبرر ذلك بأن إلقاء الغاز، والقنابل، والديناميت على الناس ومشاهدة الأطفال القتلى بين أيدي أهاليهم عمل غير إنساني، وقد أصر على تدمير مطاراته العسكرية لمنعه من قصف الأبرياء وإسقاط الغاز عليهم.
وأوضح أنه أراد اتخاذ إجراء سريع ولكنه لا يملك خططًا للدخول إلى (سوريا)، فلجأ حينذاك إلى التدخل عبر شن ضربات جوية جديدة تستهدف النظام بعشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية سورية، وهذا ما كانت إلا استعراضًا بسيطًا لعضلات (أمريكا).
وقد كان الشعور بأن (أمريكا) خسرت قوتها، بل وثقتها بنفسها تحت رئاسة “أوباما” له عامل كبير فيما حدث، حيث كان تفكير أوباما بأن (العراق) والتجارب الأخرى هي حجة ضد تورط (أمريكا) أكثر في العالم العربي، وبذلك تصور “ترامب” بأنه أصلح الخلل الذي تسبب به باراك أوباما، حيث تم تحذير العالم، وستكون النغمة الجديدة التي يتبعها هي “القوة هي الموضة والمرواغة في الكلام لم تعد مقبولة”.
إلا أن التناقضات كثيرة جدًا، فهذا هو الرئيس الذي أغلق أمريكا أمام اللاجئين الفارين من المذابح في سوريا، والآن يتحدث عن وفاة الأطفال الرضع ليرسل بصواريخهِ.
وكل هذه التساؤلات سنتركها للزمن ليجيب عليها وليكن الانتظار طويلاً ف(الولايات المتحدة) ليست على عجلة من أمرها لحسم الوضع؛ فأولوياتها لا تتماشى مع مثل هذا السيناريو البسيط!
ولكن الغريب في كل ذلك هو رد فعل العرب السلبي تمامًا تجاه أي أحداث وهو ما يؤكد أن العالم على مشارف حربًا عالمية ثالثة.