تبدأ القصة بفوز د . أحمد زويل بجائزة نوبل عام 1999 فى الكمياء ، حيث قام المخلوع حسنى مبارك بتكريمه ومنحه قلادة النيل وتخصيص أرض مشروع مدينة زويل للنهضة العلمية فى شهر ديسمبر من نفس العام ، وشاركه عاطف عبيد فى وضع حجر الاساس فى 1 / 1 / 2000 .
المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجى
قام أحمد نظيف اخر رئيس وزراء لمصر فى عهد المخلوع مبارك بتأسيس جمعية اهليه تحت مسمى ” المؤسسة المصریة لتطویر التعلیم التكنولوجي ” ، لن نتحدث طويلا عن هذه الجمعيه وعن اغراضها الغير معلنه فى التربح وسرقة اموال الشعب المصرى لصالح مؤسسها واعوانه .
وقامت المؤسسة بإنشاء جامعة بحثية غير ربحيه تحت رعاية وزارة الاتصالات والمعلومات والتى كان أحمد نظيف وزيرا لها فى هذا الوقت تحت مسمى ” جامعة النيل ” .
وحصلت الجمعية على مساحة من الارض تبلغ حوالى 130 فدان فى مدينة الشيخ زويد بالسادس من اكتوبر بما يعادل حوالى مليار و 160 مليون جنيه لإقامة الجامعه عليها بدون مقابل . مع العلم ان هذه الارض هى التى خصصت عام 1999 لمشروع مدينة زويل للنهضة العلمية وهى نفسها التى قام زويل بوضع حجر الاساس بها عام 2000 .
مشروع زويل بدون زويل !
بعد وضع حجر الاساس لمدينة زويل عام 2000 قرر النظام الحاكم ضم مشروع زويل لعدة مشاريع علمية وثقافيه تقوم بدروها فى تجميل وجه النظام مثل مشروع القراءة للجميع وغيرها من المشاريع التى قيل عنها وقتها مشاريع قومية ، ولكن دكتور زويل لم يكن بهذه السهولة بحيث يتم الهيمنه على مشروعه وضمه لعدة مشاريع وهميه لا تخدم سوى النظام فقط ، فقام النظام بوضع العراقيل والمضايقات ولذلك لم يبدا زويل حملة لم التبرعات من المصريين والبدء فى تنفيذ المشروع .
بعد تولى احمد نظيف رئاسة الحكومة ، كان زويل يقوم بعدة زيارات الى بلدان عربية واسيويه ، وكانت الصحافة فى كل مكان يذهب اليه تسأله عن مشروعه القومى للنهضة العلمية فى مصر ولماذا لم يتم تنفيذه حتى الان ؟ ، وكانت ردود دكتور زويل لم تعجب النظام الحاكم فى مصر .
بعد ذلك حصل احمد نظيف على موافقة مبدأيه من القصر الجمهورى بتنفيذ مشروع زويل بدون وجود زويل تحت مسمى اخر قريب من نفس اسم زويل الا وهو ” جامعة النيل ” ، مما يعد سرقة فكرة زويل وتحطيمه معنويا ، مع العلم ان الهدف من سرقة الفكرة ليس لخدمة الشعب ولكن من اجل خدمة النظام ومن اجل الاستيلاء على اموال الشعب بحجة بناء جامعة بحثية غير ربحية !
جامعة النيل
تحدثنا فى الفقرة الثانية من المقال عن الطريقة التى نشأت بها جامعة النيل وسنتحدث فى هذه الفقرة عن انجازاتها وماذا حدث بعد ذلك وما سبب الخلاف بينها وبين مدينة زويل .
إنجازات جامعة النيل
بعد مرور 4 سنوات من انشاء جامعة النيل سجل موقع الجامعة على الانترنت تخريج 400 طالب ماجستير اى ما يعادل مناقشة رسالتين كل اسبوع ، وقال رئيس الجامعه انه تم انجاز 470 بحث علمى خلال هذه المدة ، حتى الان يبدوا ان هذه الانجاز رائع وكبير بحق وتستحق منا جامعة النيل كل الشكر والتقدير والاحترام !
حقيقة انجازات الجامعة
بسبب أوضاع الجامعات المصريه والتى لا تستطيع الانفاق على البحث العلمى فيضطر الباحثين بها الى تأجيل ابحاثهم او الانفاق عليها من جيبوهم ، وفى الوقت التى تنهال التبرعات على جامعة النيل لارضاء احمد نظيف رئيس الوزراء كان على الجامعة ان تنجز اى شئ يجعل لها قيمة علمية فى مصر وبين الجامعات المصريه فقامت بتقديم منح كامله لطلبة الماجستير من الجامعات المصرية تتضمن الانفاق على أبحاثهم وتقديم دعم مادى لهم مع منحهم مرتب شهرى ، مما يعد سرقة الأبحاث من الجامعات المصرية لتسجيلها باسم جامعة النيل حيث كان يتم جذب الباحث والاستاذ وموضوع البحث مما يعد سرقة الكفاءات من الجامعات المصريه ، والغرض من هذا هو التعجيل بإنجاز كبير وضخم للجامعه . وفى الحقيقة لا يوجد اى انجاز للجامعه يذكر سوى سرقة اموال الشعب المصرى حيث يمكنك الاطلاع على كتاب ( جامعة النيل .. عنوان مشروع التوريث )
جامعة النيل من جامعة تابعه لوزارة الاتصالات الى جامعة خاصة
تم انشاء جامعة النيل كجامعة بحثية طبقا لقانون الجامعات الخاصة رقم 101 لعام 1992 وذلك على ارض تابعه لوزارة الاتصالات بمدينة الشيخ زايد والتى تم تخصيصها بقرار من الوزير احمد نظيف ” ارض زويل سابقا ”
وفى مقابل منح الارض للجامعه كان الثمن محدود جدا وهو توفير عدد من المنح الدراسية لصالح الوزارة ولم يتم تحديد هذا العدد !! .
ومن اجل تمرير هذه الصفقة تم النص على ان تظل وزارة الاتصالات هى المالكه للارض والمنشات والتجهيزات التى ستقام عليها الجامعة .
غير ان القانون رقم 12 لسنه 2009 الخاص بالجامعات الخاصة والاهليه ينص على انه وبعد حصول الجامعه الخاصة على القرار الجمهورى بإنشائها يجب التنازل على الارض والمبانى لصالح الجامعه ، وبذلك تحولت الجامعه من جامعه مملوكة للوزارة الى جامعه خاصة مملوكة للجمعية الاهليه التى يتراسها احمد نظيف والتى لم تتكلف مليما واحدا فى بنائها وتجهيزها . مما يعد سرقة علانيه لأموال الشعب المصرى وتوزيعها على جمعيات يتراسها رموز النظام الفاسد .
سبب الخلاف بين النيل ومدينة زويل
مع قيام ثورة 25 يناير سقط النظام وانكشف الفساد وللتغطية على مشروع جامعة النيل واتلاف ادلته التى ستكون دليلا واضحا يدين احمد نظيف ومن شاركه فى هذه الجريمة وبطلب منه ومن معه من الامناء والمشاركين فى سرقة اموال الشعب من اجل بناء جامعة وهميه لن يكون لها فائدة عائدة على الشعب المصرى ، طلبوا جميعا التنازل ونقل كل اصول جامعة النيل الى صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة الوزراء ويتم الاعلان عن احياء المشروع القومى للنهضة العلمية ” مدينة زويل ” وبذلك قامت نيابة الاموال العامه بحفظ ملف التحقيق فى تجاوزات جامعة النيل الخاصة التى بنيت بأموال الشعب المصرى .
وقام د. عصام شرف ( احد اعضاء لجنة السياسات فى الوطنى المنحل والذى كان يعلم خفايا الامور وماحدث فى جامعة النيل ويهمه اغلاق هذا الملف حتى لا تتم محاكمة احمد نظيف ومن معه ) بإعادة الارض وما عليها من مبانى الى د . أحمد زويل للبدء فى تنفيذ مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا .
بعد التقاط الثورة المضادة انفاسها وتنظيم صفوفها بدات فى الهجوم على مكتسبات الثورة ومن بينها مشروع زويل للنهضة العلمية حيث بدات حملة اعلامية شرسة لتشويه شخص دكتور احمد زويل بقيادة الاعلامية سهام نصار والتى كان لها طالبين فى جامعة النيل والتى استخدمت نفوذها وعلاقتها مع الاعلامين فى عمل حملة شرسة لتشويه زويل ومشروعه القومة وقامت بتزوير الحقائق وعمل ملفات تثبت ان زويل يريد استخدام العقول المصرية لتنفيذ برامج البحوث الامريكية .
وهى نفسها التى قامت باخراج مشهد مسرحى يظهر فيه الشرطة وهى تمارس العنف ضد الطلبة واولياء امورهم لاخراجهم من جامعة النيل وتسليم المبانى الى مدينة زويل بحكم قضائى .
ولمن يريد الاطلاع على كل افعالها القذرة واستخدامها للاعلام القذر فى تشويه زويل ومشروعه القومى الاطلاع على كتاب ( جامعة النيل .. عنوان مشروع التوريث )
النهايه
استعادت الدولة العميقة انفاسها وعادت للحياه وعاد النظام معها وقام القضاء المصرى الشامخ باصدار حكم قضائى بمقتضاه يقوم د. زويل بتسليم المبانى والارض الى جامعة النيل لتعود الجامعه الى الحياه ، جامعة خاصة بأموال مصرية !!!
انها مصر حيث سيطر عليها الفاسدون وابنائهم اصحاب الانجازات الوهميه والذين يحاربون ويشوهون كل صاحب فكر وعلم وكل من يريد النهوض بهذه الدولة ليسرع فى الهروب منها الى الغرب حيث يبقون هم المسيطرون على الدولة وثرواتها وعلى السلطة .