الكثير من بيننا بل جميعنا يحلم بالحياة الوردية والتي تتمثل فى مسكن فاخر وسيارة أحدث موديل وإلحاق أبناءنا بأفضل المدارس وتعليمهم اللغات، والسفر لمختلف البلدان للرفاهية والتنزه ولكن هل من يحصلون على كل هذه الأشياء هم بالفعل يعيشون حياة وردية؟!.
حسناً سأجيبك يا عزيزي …
من بعيد تبدو الصورة كذلك بل من خلال قراءتك لتلك الكلمات ومجرد التخيل يجعلك تجزم بأنها كذلك ،ولكن لو حاولنا الاقتراب من تلك الحياة نجد أن لها جوانب أخرى، جوانب لا نشغل لها بالاً مع انها فى غاية الاهمية تخيل نفسك يا عزيزي رب هذه الأسرة التي تزعم أنها من تعيش هذه الحياة تخيل انك تفعل ما بوسعك لتوفر كل ما تطلبه أسرتك للمحافظة على هذا المستوى المعيشي، تخيل نفسك وانت تقضي معظم حياتك بالعمل وعندما تعود لمنزلك تنشغل أكثر بخطط المستقبل، ناهيك عن التفكير اللامتناهي في أقساط مدارس أبناءك التي بالطبع هى الاخرى مبالغ فيها بالاضافة لمتطلبات المنزل ومتطلبات زوجتك التي لا نهاية لها ايضاً.
وإذا تخيلت انك يا عزيزي أحد ابناء هذه الاسرة وليس المسؤول عنها ظننت أنك قد فزت بالحياة الوردية اقول لك ليس كما تتخيل، الحياة الوردية بالنسبة لك حلم وعندما يتحقق هذا الحلم ويصبح واقعاً تعيشه وتعتاد عليه يجعلك لا تشعر بلذته بل طموحك لا يقف عنده وتحلم بالأشياء التى لا تمتلكها حتى وان كانت بسيطة، لذلك اتحداك عزيزي أن تجد على وجه هذه الأرض من يرضى بحياته تمام الرضا ولا يطمح لمزيد من الراحة أو مزيد من المغامرة.
فالله سبحانه وتعالى خلقنا كذلك لنعمل ونتفكر ونسعى ونرضى بما قسمه لنا ولكن لا مانع من الطموح والعمل لتحقيق أمانينا ولكن يجب علينا ان نجعل حياتنا وردية من الآن ولا نتخيل أن السيارة والمنزل الفاخر والمدارس الفخمة هى من تجعلنا نعيش الحياة الوردية.
إن الحياة الوردية تتحقق بداخلنا من خلال سلوكياتنا وتعاملنا مع الآخرين واحترام ذاتنا و حبنا لأبنائنا ولمن حولنا ومساعدة الاخرين كل هذا يجعلنا نعيش الحياة الوردية، الحياة الوردية ليست مشروطة بالمال الكثير ،هذه ليست فلسفة ولكنها حقيقة يجب أن نؤمن بها.