من المعلوم لدى الجميع أن لكل شخص منا حكاية تبدأ بولادته وتنتهي بمماته وقد لا تنتهي في بعض الأحيان لو كان ذلك الشخص شخص ملهم و مؤثر في المجتمع، أما انا فحكايتي لم تبدأ بولادتي مثلكم بل كادت أن تنتهي من قبل أن تبدأ و لكن شاء ربي أن يجعل لي حكاية مثل باقي البشر، وها أنا الآن سأرويها لكم.
أنا فتاة عادية مثل بقية الفتيات أدعي مريم، و منذ ثلاث سنوات مضت كنت أبلغ من العمر 18 عاما وحينها كنت في السنة الأولى بكلية الاعلام، من أسرة غنية ولذلك فأنا أعيش في مستوى مرموق جدا مقارنة بزملائي في الدراسة، على قدر عالي من الجمال ويصفني معظم أصدقائي بخفة الظل والعفوية في التعامل والبقية كانوا يرون أنني مجرد فتاة جميلة ومدللة، وقلة منهم كانوا يرون أنني تافهة وليس لدي هدف في الحياة، لم أكن أهتم بتلك الآراء فأنا أثق بنفسي كثيرا و ما دمت محبوبة من كثيرين، فلماذا أشغل لهم بالا أو أحمل لهم هما. لم أفكر في كلامهم لحظة فكنت أقول لنفسي ما هم غير حاقدين و حاسدين مما أنا فيه.
فقد كنت أري نفسي مثالية لأبعد حد ما دمت أصلي وأصوم فأنا بهذا أقوم بعبادتي على أكمل وجه، رغم أنني لم أكن محجبة ولا ألتزم باللباس الشرعي، ولكن كنت أقول لنفسي سأرتديه في يوما ما ولكن ليس الآن لكي أرتديه بشكله الصحيح.
لن أكذب عليكم فقد كنت لا ألتمس الجانب الروحاني في صلاتي مثلما كنت أسمع عنه من البعض وكنت ارجح ذلك لأنني أعدت عليها فلذلك لا أشعر بأي شيء، حتى في صيامي لم أكن أتمعن في معناه الأكبر وهو ترويض النفس بالامتناع عن إحدى ملذات الحياة بالإرادة رغم وجود الطعام حولنا بكل مكان، وإحساسنا بكل فقير لم يذق الطعام في معظم يومه ويعمل وهو في أمس الحاجة الي اسناد جوفه بالقليل من الطعام حتى ينتهي من عمله ويحصل على رزقه ويعود حاملا ما تيسر عليه شراءه من الطعام الي أهل بيته والذين هم أيضا في أشد الحاجة لسد جوعهم.