أفضل 5 روايات صينية تأخذك إلى عادات وثقافات الصين المشوقة
يتبادر إلى ذهن الكثيرين أن الثقافة الصينية ليس لديها جانب أدبي كما للحضارات الأخرى، بينما في الحقيقة هناك الكثير من الأعمال الأدبية والفنية من كتب وروايات صينية وغيرها لا تقل جودة عن الأعمال العالمية. ولكن ربما أن ندرة متعلمي اللغة الصينية كان هو العامل وراء بعدها عن الأضواء.
عرف عن الحضارة الصينية أنها أول من أخترع الطباعة، سواء كانت الطباعة المنقولة أو الخشبية ومارستها الفئة المتعلمة من الشعب، وذلك من وقت مبكر في التاريخ الصيني مما عزز الأدب والإنتاج الأدبي على المستوى العالمي. بما في ذلك الغناء والشعر الكلاسيكي الصيني، والروايات الكلاسيكية وأعمال الأدباء المعاصرين. في هذا المقال سنتناول أفضل 5 روايات صينية تضاهي أفضل الروايات العالمية، روايات ممتعة تأخذك إلى كل عادات وثقافات الصين المشوقة. إليك نبذة مختصرة عن كل واحدة منها، كذلك يمكنك الاطلاع على أفضل روايات رعب، إلى جانب مجموعة من أفضل روايات رومانسية عربية حديثة.
روايات صينية تستحق القراءة
نظراً لجمال هذه الروايات عمد أصحاب الأدب والمترجمين إلى ترجمتها إلى لغات عدة مثل الإنجليزية والعربية وغيرها من اللغات التي تصل إلى أكثر من 30 لغة أخرى.
يعد قراءة هذه الروايات من باب الاطلاع على الثقافات الأخرى ولون من ألوان التعارف الذي حثنا عليه القرآن، بحيث تتعرف على أفكار وتجارب الآخرين وتستفيد من الجيد منها وتتجاهل السلبيات وبذلك تتفتح على حياة إخوانك بهذا الكوكب وتشعر بهم وتتعرف على حياة جديدة ربما تتعلم منها شيئاً.
رواية اليوم السابع
للكاتب يوها وتعد من أحدث رواياته وضمن أفضل كتب وروايات صينية، تتحدث عن وجود عالم آخر بعد انتهاء الحياة. يرجع كتابة يوها لهذه الرواية إلى سكنه بجوار مشرحة في صغره. تحكي الرواية عن رجل يدعى “ينغ في” يموت في سن الأربعين، ولكنه لم يحظى بالمال الكافي لعمل مراسم دفنه ويجد نفسه يمشي دون هدف في هيئة شبح من العالم الآخر.
تدور أحداث الرواية في سبعة أيام يلتقي الرجل بمعارفه وأصدقائه وحتى أفراد عائلته الذين ماتوا من قبله، ويرى المؤلف “يوها” أن الموت ليس هو النهاية ولكنه مجرد مرحلة انتقالية يتغير بعدها كل شئ. رواية اليوم السابع تنتقد الانقسامات العرقية والطائفية في الصين، وتعد تلك الانقسامات متأزمة للغاية حيث كانوا يختلفون حتى فيما سيحدث بعد مرحلة الحياة. تتحدث الرواية عن أزمات أخرى مثل الانتحار والعنف البوليسي ومعاناة الأفراد الذين أجبروا على ترك مدنهم ومنازلهم وحياتهم بسبب فقرهم، وكل ذلك نتيجة لفشل وفساد الحكومة وانغماس الدولة في الاستهلاكية.
رواية الربع الأخير من القمر
راوية للكاتبة تشيه زيه جيان، حصلت الكاتبة على جائزة ماو دوين الأدبية وهي أعلى جائزة أدبية في الصين. وتعد الرواية ضمن أروع كتب وروايات صينية، وقام بترجمة هذه الرواية إلى العربية الدكتور أحمد ظريف. الرواية خيالية للغاية وغير واقعية ولكن الكاتبة تجعل من هذا الخيال قصة رائعة مستساغة لدى القارئ، وتجعله يعيش كل لحظات القصة في انسجام وتشويق تام مع كل حدث من أحداث الرواية.
تسرد لنا الكاتبة رواية “الربع الأخير من القمر” بطريقة بسيطة وممتعة لا تشعر من خلالها بالملل، وتدور الأحداث عن قبيلة سحرية عجيبة، ويرقص كاهن القبيلة رقصًة عجيبة حول النيران ويدق الطبول ليشفي المرضى ويعيد الحياة لبعض الأفراد. ومع تقدم أحداث الرواية تتحول البطلة من فتاة صغيرة لا تعرف شئ عن العالم سوى تلك القبيلة السحرية التي نشأت فيها إلى شابة تحاول فهم ما يدور حولها، ثم تكبر وتصبح امرأة تعرف كيف هي الحياة وتعرف جيدًا كيف تتعايش مع كل أحداثها.
رواية إنجليش (إنجليزي)
رواية إنجليش هي رواية صينية للكاتب وانغ جانج وهي ضمن أفضل كتب وروايات صينية. وتعد من أدب البلوغ. ويحكي الكاتب عن قصة فتى نشأ في خضم الثورة الثقافية في مدينة أورومتشي، وعاش في هذه المدينة الكثير من الأشخاص المنفيين وذلك لأسباب سياسية.
وكان والدا الفتى “لاف لو” ضمن المنفيين في تلك المدينة، ولطالما كان يفكر “لاف لو” في ماهية الحياة خارج حدود المنطقة المنعزلة سنجان في شمال-غرب الصين. حيث كان الشك يراود جميع الأشخاص في تعاملتهم سواء كانوا أصدقاء أو زملاء صف واحد أو حتى جيرانًا. حيث كانت محاولة التوافق مع طبيعة الحياة له شأن كبير في خلق جو خانق، وفي ظل هذه الأجواء يأتي معلم طويل القامة حليق الشعر من شنغهاي، مرتديًا معطفًا باهظ الثمن ويحمل معه قاموسًا انجليزيًا.
يبدأ الفتى حياة جديدة تشرق فيها الشمس حيث يسأل عن الحب والحياة في ضوء هذا القاموس، يجد زملاء “لاف لو” في الصف الفتى المشرق هوانغ والفتى الفظ جاريج الأمل أيضًا في كلمات القاموس الانجليزية الغير معروفة. ومع اهتماماتهم التي ظهرت عليهم بهذا القاموس والتي نالت معلمهم أيضًا، تبدأ تحديات جديدة تواجههم من قبل معلمهم أكثر من أي اختبار تلقوه في أي فصل دراسي من قبل. رواية إنجليش احدى روايات صينية كثيرة ولكنها أكثر الروايات المشهورة في الصين.
رواية شاهد أخير
رواية شاهد أخير للكاتب هوانغ هونغ تشيا ضمن أبرز كتب وروايات صينية، والتي عرفت وانتشرت في القرن الثالث عشر الميلادي. وقام بترجمتها سامر السراج. الرواية تحكي عن أول محقق في موقع الجريمة في الصين، حيث توجد مملكة تدعى “سونغ” مهددة بالانهيار لسببين: أولهما هجوم العدو من الخارج، وثانيهما الفساد الداخلي للدولة الذي استشرى في الحكومة.
ومن خلال التعرف على هذه المشاهد التاريخية، تبدأ سلسلة من جرائم القتل المثيرة للدهشة والمحيرة. والتي يظهر معها بطل الرواية المحقق البارع الشاب “سونغ تسه”، ويقوم الشاب المحقق بكشف القناع عن الحقيقة وكشف مرتكبي تلك الجرائم. بعض تلك الجرائم حديثة والأخرى أرتكبت منذ زمن بعيد. ينقل لنا الكاتب الأحداث في الصين في تلك الفترة بكل ذكاء وحرفية، ونعيش داخل الرواية أحداث الجرائم واحدة تلو الأخرى مع المحقق الشاب الذي يمتلك ذكاء حاد وسرعة بديهة، من تزييف الحقائق في جرائم متنوعة إلى إخفاء وطمس الأدلة.
ومن الجدير بالذكر أن شخصية المحقق “سونغ تسه” هي شخصية حقيقية توجد في الواقع وليست من ابتكار الكاتب في أحداث الرواية، فقد كان أول محقق في تاريخ الصين يعمل في موقع الجريمة. وقد نقل لنا الكاتب وقائع الأحداث كما حدثت في تلك الفترة. وغير أن شخصية المحقق وردت في هذه الرواية، فقد تم تجسيد هذه الشخصية التاريخية البارعة في عمل تليفزيوني باسم Witness to a prosecution عُرض في عام 1999.
زهرة الثلج والمروحة السرية
نقف أمام عمل لما يكتب بالصينية، ولكنه ضمن كتب وروايات صينية مشهورة ومعروفة في الصين. الكاتبة ليزا سي الأمريكية ذات الأصول الصينية قدمت لنا هذه الرواية الرائعة، أول يمكن أن نقول عنها ليزا النصف صينية كما تفضل هي أن تقول عن نفسها. كبرت ليزا وترعرعت محبة للثقافة الصينية ولم تبعد كثيرًا عنها لأنها نشأت في الحي الصيني في لوس أنجلوس.
كانت الثقافة الصينية حاضرة بقوة في كل تفاصيل حياتها، والتي انعكست بشكل كبير على موهبة الكتابة لديها. حيث جاءت أعمالها الأدبية وروايات صينية التي تكتبها مليئة بالعادات والتقاليد الصينية وكل ما يخص هذه الثقافة. واحدى هذه الأعمال رواية زهرة الثلج والمروحة السرية، حيث تسافر بنا الكاتبة إلى الصين تحديدًا في القرن التاسع عشر الميلادي.
تبدأ الأحداث في احدى المقاطعات داخل الصين حيث تقطن بطلة الرواية زهرة الثلج، زهرة الثلج فتاة صغيرة تتكون بينها وبين فتاة أخرى رابط صداقة قوية ومقدسة. حيث تكتب إحداهما للأخرى رسائل على ظهر المروحة الحريرية وبلغة سرية لايعرفها إلا النساء هناك. رسائل صداقة قوية بعيدة عن سطوة الرجال وتطفلهم، ولا تنتهي الرسائل بين الصديقتين ما بين الذهاب والعودة على امتداد العمر. تفاصيل الحياة، سعادة وحزن، زواج وأمومة، تهنئة وعزاء كلها رسائل على ظهر المروحة الحريرية، وتظل هذه العادة اللطيفة مستمرة بينهم إلى النهاية.
اشتهر الأدب الصيني بامتداده التاريخي عبر عصور الأسرات مما جعله من الآداب المعقدة لاتساع موضوعاته والتغيرات التي تطرأ عليه، إن الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الصينية تتضمن كتب وروايات صينية وأعمالًا شعرية وغنائية وتعليمية ودرامية وخيالية. وتلك الأعمال ترتبط بتاريخ ما يقارب 3000 سنة، ومازالت تحتفظ بهويتها الصينية في مختلف الجوانب بالرغم من التغيرات التاريخية التي تطرأ عليه.