معايير اختيار التخصص الجامعي بنفسك وأخطاء يجب تجنبها
قد يشعر البعض بالخوف والتوتر عند اختيار التخصص الجامعي، ويرى البعض أن هذه الخطوة حاسمة لتحديد مستقبلهم إلى الأبد، لكن التخصص لا يعني أنه سيحدد مستقبل الطالب إلى الأبد، فالكثير من الناس لديهم وظائف لا تتعلق بما قاموا بدراسته في الجامعة، والأفضل اختيار تخصصاً يحبه الطالب الجامعي لأنه سيقضي وقتاً طويلاً في دراسته.
ما هو التخصص الجامعي؟
التخصص الجامعي هو ما تقوم بدراسته في الجامعة طوال سنوات الجامعة، ويتضمن مجموعة من المواد الدراسية المرتبطة ببعضها البعض في أغلب الأحيان لكي تستطيع فهم وممارسة مجال ما مثل هندسة الاتصالات على سبيل المثال، أو فهم وممارسة مجال الفيزياء النظرية أو الكيماء أو الاقتصاد.
أهمية اختيار التخصص الجامعي
قد يعتقد البعض أن اختيار التخصص الجامعي هو المفتاح الرئيسي للمستقبل، لكن العديد من استطلاعات الرأي والدراسات أشارت إلى أفكار أخرى غير ذلك، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن خريج واحد من كل خمسة خريجين لم يجد عمل حتى وقت إجراء استطلاعات الرأي، وأن 45 في المائة من الخريجين هم من حصلوا على فرص عمل بشهادتهم الجامعية، وكذلك 40 في المائة من الخريجين أشاروا إلى أن التخصص الجامعي ليس له علاقة بوظيفتهم الحالية.
إذا كنت ترغب في اختيار التخصص الجامعي المناسب لك، فسوف نعرض لك بعض المعلومات والعوامل التي قد تساعدك في تحديد التخصص الجامعي ومجال الدراسة المناسب لك، فحتى لو لم يكن التخصص الدراسي سيحقق لك الوظيفة المرتبطة به في المستقبل، ولكنه سيساعدك على اكتساب المهارات اللازمة التي تقودك إلى النجاح بالإضافة إلى عدم الشعور بالضيق أثناء الدراسة الجامعية.
كيف اختار تخصصي الجامعي المناسب؟
تريد الإجابة عن سؤال، كيفية اختيار التخصص الجامعي؟، حسناً الإجابة الصحيحة هي التي تصل إليها بنفسك، ولكي تستطيع تحديد التخصص الجامعي المناسب لك سوف نوضح لك أهم المعايير والأشياء التي يجب مراعاتها عند اختيار التخصص الجامعي:
التعرف على الاهتمامات
تعرف في البداية على اهتماماتك، فإذا كنت تحب شيئًا ما بالتأكيد ستكون مبدعًا فيه، وإذا كنت تحب تخصصًا معينًا فلماذا لا تعرف الكثير عنه؟، وحتى الأشخاص الذين لا يحبون مجالًا معينًا أو لا يعرفون المجال المفضل لهم، يمكن لهم الاستفادة من اهتماماتهم من أجل اختيار التخصص المناسب لهم في المستقبل، وقد تتطور الاهتمامات إلى الشغف.
تحديد المهارات والقدرات الشخصية
المقصود بالقدرات الشخصية هو كل ما يمكنك القيام به وفعله، وتنقسم القدرات التي قد تؤثر على اختيار مجال الدراسة إلى ما يلي:
القدرات الشخصية
القدرات الشخصية هي المهارات التي يمكنك القيام بها وامتلاكها، ومعرفة جميع جوانب الدراسة ستساعدك على اتخاذ قرار سليم لاختيار تخصص جامعي، وبالتأكيد، لا تعني هذه الخطوة استبعاد التخصصات الأخرى التي تتطلب قدرات لا تعرفها، فيمكنك أن تنظر إليها ويمكنك اكتساب هذه القدرات طوال فترة الدراسة، ولكن المقصود هنا هو الابتعاد عن التخصصات الأكاديمية التي تعرف بالتأكيد أنك لا تحبها تمامًا، وتعلم أنك ضعيف فيها وأنك لن تتعلم المزيد عنها.
ولكي نوضح لك هذا الأمر، سوف نضرب لك مثالاً بسيطاً
لنفرض أن هناك طالب يحب العلوم منذ الصغر، ويقضى الكثير من أوقات فراغه في مطالعة كتب العلوم وكتب تبسيط العلوم ويهوى التجارب العلمية البسيطة ويستطيع فهم واستيعاب المعادلات العلمية في مجال الفيزياء أو الكيمياء بسهولة أو على الأقل بشكل أسرع من زملائه، ولكنه على الجانب الآخر لا يحب دراسة المواد الأدبية مثل التاريخ او الجغرافيا او اللغات ويجد صعوبة منذ الصغر في استيعابها، هذا الطالب بالتأكيد من الأفضل له أن يختار تخصص جامعي له علاقة بمجالات العلوم مثل مجال الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا وغيرهم من المجالات المرتبطة، ومن الخطأ أن يقوم بدراسة التاريخ في الجامعة أو يحدد مجال دراسة له علاقة بالأدب.
القدرات المادية
بسبب ارتفاع تكاليف التعليم في الجامعات الدولية أو المحلية، يواجه بعض الأشخاص عقبة مالية في اختيار تخصصهم الجامعي المفضل، وقد يكون عامل القدرات المادية أكثر أهمية عن كافة العوامل السابق ذكرها، لذلك قبل اختيار الجامعة وتخصصك الجامعي، يجب أن تتعرف على التكاليف الدراسية، والبحث عن وجود منح مالية أو منح دراسية قد تساعدك على دراسته دون دفع الكثير من المال، كما يمكنك مطالعة أهم الدول التي تتيح لك الدراسة بها مجاناً في أفضل الجامعات
فرص العمل المستقبلية
قبل اختيار التخصص الجامعي، يجب أن تفكر مليًا في فرص العمل المستقبلية المتاحة في هذا التخصص، بالتأكيد يرغب البعض في الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج ودخول سوق العمل، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في العمل في السلك الدبلوماسي، فلا شك أنك ستدرس في الجامعة باختيار تخصص جامعي يؤدي إلى هذه الوظيفة، مثل العلوم السياسية وغيرها، ولن تفكر في دراسة التخصصات الجامعية الأخرى بعيدًا من هذا المجال، مثل العلوم الطبية.
لذلك يجب أن تفكر دائمًا في الوظيفة التي تريد العمل بها بعد التخرج، مما سيساعدك على اختيار التخصص الجامعي المناسب لك
سوق عمل وحجم الفرص المتاحة به
المقصود هنا هو ما إذا كنت ستتمكن من العثور على وظيفة بسهولة بعد التخرج في مجالك الدراسي، أو العثور على وظيفة قريبة من هذا المجال، ومن أجل أن تتجنب خيبة الأمل في المستقبل والحزن، من عدم توفر وظائف مناسبة لك قم باختيار تخصص عام يتيح لك العمل في مجالات متعددة
أما إذا كنت ترغب في الحصول على الماجستير أو الدكتوراه بعد التخرج والاستمرار في المجال الأكاديمي، فعليك حينها اختيار تخصص معين لسهولة الحصول على درجة الماجستير وغيرها.
هل تخصصك الجامعي مناسب للمستقبل؟
المقصود هنا من أجل تسهيل اختيار تخصص جامعي هو التعرف على التخصصات المناسبة للمستقبل، خاصة وأننا نعيش في عصر السرعة وهناك المزيد من التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، لذا حاول قدر الإمكان أن يكون تخصصك الجامعي من ضمن وظائف المستقبل، بهذه الطريقة، يمكنك الحصول على وظيفة في المستقبل، حتى لو لم تكن متخصصًا في إحدى الجامعات في بلدك، فابحث عن المنح الدراسية التي توفر لك الدراسة في الخارج.
صعوبة التخصص الجامعي
بعض التخصصات الجامعية، تكون أكثر صعوبة من غيرها ، وذلك لعوامل عدة، منها مقدار الاختبارات بالإضافة إلى الواجبات اليومية التي يتعين إكمالها والعديد من العوامل الأخرى، لذلك إذا كنت لا تحب التخصصات الصعبة التي تتطلب العديد من المهام، فيمكنك البحث عن تخصصات أسهل.
اطلب المشورة من مستشار أكاديمي متخصص
إذا وجدت صعوبة في تنفيذ جميع الخطوات السابقة، يمكنك الاستعانة بمستشار أكاديمي متخصص يساعدك في اختيار التخصص الجامعي المناسب لك، خاصة وأن هؤلاء المتخصصين قد أجروا سابقًا العديد من المقابلات مع آلاف الطلاب، ويمكن أن يقدموا لك أفضل النصائح والتعليمات بالإضافة إلى إجراء الاختبارات.
نصائح أخرى
بعد أن تعرفنا على أهم العوامل التي تساعدك على اختيار التخصص الجامعي، سنقدم لك نصائح أخرى للمساعدة في فهم الأمر، وهي كالتالي:
اختيار تخصص جامعي خلال المرحلة الثانوية
- في المرحلة الثانوية، يمكنك تخصيص وقت للتعرف على التخصصات الجامعية المتاحة، كما يمكنك الاطلاع على جميع التخصصات في مختلف دول العالم والتعرف على التخصصات التي أثارت اهتمامك ورغبت في الدراسة بها.
- حدد أيضًا ما إذا كان لديك هدف طويل المدى ، بمعنى أنك تريد العمل في وظيفة معينة بعد التخرج، لذا ابدأ في المرحلة الثانوية بتحديد التخصصات التي ستقودك إلى هذه الوظيفة بعد التخرج.
- وإذا لم تتمكن من تحديد تخصصك الجامعي المفضل، يمكنك التقدم إلى بعض الجامعات التي تقدم تسهيلات في تحويل التخصصات الجامعية، وذلك إذا كنت ترغب في تغيير التخصص الجامعي في المستقبل.
اختيار تخصص جامعي بعد الثانوية العامة
- تتمثل إحدى هذه الخطوات في معرفة التخصصات الجديدة التي ستكون في جامعتك، والمواعيد النهائية للتقدم إليها، وإمكانية تغيير تخصصك إليها.
- إذا كنت تفضل الالتحاق بجامعة معينة، فيجب عليك استكشاف جميع الأقسام والتخصصات المتاحة.
- يمكنك التحدث إلى أحد المستشارين لمعرفة التخصص المناسب لك، أو التحدث مع أحد الطلاب في الجامعة أو في التخصص الأكاديمي الذي ترغب في اختياره.
- يمكنك وضع تخصصات مزدوجة في اختياراتك، حيث تتيح لك هذه التخصصات دراسة مجالات متعددة في نفس الوقت، والبحث عن الجامعات التي تقدم هذا النوع.
- يمكنك إجراء اختبارات الكفاءة لتحديد قدراتك ومهاراتك الشخصية، وتحديد اهتماماتك وميولك، وفي النهاية، ستساعدك هذا الاختبارات في اختيار التخصص الجامعي المناسب لك.
أخطاء تجنبها عند اختيار التخصص الجامعي
اختيار خيار الأب
لا شك أن الآباء يريدون تحقيق ما هو في مصلحة أبنائهم، لكن اختيار تخصص جامعي هو قرارك أنت، وأنت الذي ستدرسه وستعمل في الوظيفة بعد التخرج، لذا ضع اختيارك ورغبتك في المقام الأول وسيفخر والديك بك، ويمكنك أخذ رأي أصدقائك والوالدين، والعمل برأيهم إذا كنت مقتنع به ولكن لا تفعل هذا فقط لإرضائهم.
لاتكن مثل أصدقائك
يختلف اختيار التخصصات التي يختارها أصدقاؤك المقربون في المدرسة الثانوية تمامًا عن اختيار تخصصك، فالأمر لا يكون مثل الثانوية العامة حيث تكونوا مع بعض في نفس الفصل الدراسي، لذلك لا تقوم باختيار التخصص الجامعي لمجرد أن اصدقائك قاموا باختياره لأنك تريد البقاء معهم فقط، فهذا لن يساعدك في المستقبل، فلكل منكما اهتمامات وقدرات مختلفة، لذلك عليك أن تختار التخصص الذي يناسبك وتريد دراسته.
قد يكون الأمان مزيفاً
لا إشكال في اختيار تخصص جامعي يوفر الأمان في المستقبل مثل الحصول على راتب مرتفع وغيره، ولكن هذا الأمر قد يكون غير صحيح ولا يوفر الأمان، ولا يوجد ضامن للحصول على رواتب عالية أو وظيفة مرموقة، وبعض الوظائف التي قد توحي بأنها لا تحقق الأمان قد تجد بها العديد من فرص العمل بعد التخرج.
لا تنبهر بما تراه في السينما
قد يختار البعض تخصصهم الجامعي بسبب أن بعض الأفلام أظهرت أن هذا التخصص مذهل ورائع في حياة الأبطال، وقد تجد بعض الأفلام تمجد في بعض المهن وتجعلها تبدو سهلة عن الواقع، وهذا الأمر غير واقعي ولا يمكنك اختيار تخصصك بالاعتماد عليه.
تخصص يثير اهتمامك، لكنك لا تعرف شيئًا عنه
إن العثور على تخصص جامعي يثير اهتمامك أمر رائع، ولكن عليك البحث عنه كثيرًا والتأكد من أنه مناسب لك، يمكنك التحدث إلى شخص ما في هذا التخصص وطلب النصيحة بشأنه، ويمكنك محاولة اكتساب الخبرة في هذا المجال.
لننهي هذه الحيرة ونختار أي تخصص جامعي
يختار بعض الأشخاص التخصص الجامعي من أجل الاختيار فقط وإنهاء الحيرة خاصة بعد الضغط عليهم من قبل الأصدقاء وأفراد الأسرة لاختيار التخصص الجامعي، فضلًا عن ارتفاع تكاليف الدراسة، وهذا ما يدفع الطلاب لاختيار أي تخصص جامعي دون أي تحضير لذلك، ومن المهم التروي جيدًا قبل اختيار التخصص الجامعي والبحث عن الفرص والمنح الدراسية في حالة كان التخصص يتطلب لدراسته دفع تكاليف عالية.
لنبتعد عن هذا التخصص فهو صعب للغاية
هناك بعض الطلاب يريدون دراسة تخصص جامعي معين ولكنهم يجدونه صعب للغاية ويحتوي على مواد دراسية كثيرة ومعقدة بعض الشيء، فيبتعدون عنه خوفاً من الفشل أو الصعوبات على الرغم من حبهم وشغفهم به، وهذا خطأ قد يكون كبير في حق أنفسهم، سنوات الدراسة الجامعية لن تكون سهلة في اغلب التخصصات لذلك لا تقع فهذا الفخ وتترك ما تحب من أجل الخوف من الصعوبات.
في ختام مقالنا عن اختيار التخصص الجامعي، ننصح الطلاب باختيار التخصص المحبب لديهم، ودراسة كافة العوامل والجوانب المتعلقة به بتأني ودقة ومحاولة البحث بكثرة عنه لمعرفة الكثير من المعلومات عن هذا التخصص الجامعي قبل اختياره.
ما هو التخصص الدراسي؟
التخصص الدراسي هو ما تقوم باختياره في الثانوية العامة، حيث يوجد تخصص علمي وتخصص أدبي، ويؤهلك كل تخصص منهم لمجموعة من المجالات أو التخصصات الجامعية، على سبيل المثال، تخصص علمي يؤهلك لدراسة التخصصات الجامعية مثل الهندسة والطب والعلوم والصيدلة وعلوم الحاسب وغيرها..، بينما تخصص أدبي يؤهلك لدراسة الأدب والتاريخ والعلوم السياسية وعلوم التربية وغيرها الكثير.
كيف اختار تخصصي الجامعي؟
يمكنك اختيار التخصص الجامعي عن طريق العديد من الطرق، ومنها هو تحديد المجالات التي تحبها وتريد ان تتعلمها، أو عن طريق معرفة المجالات التي لديها فرص جيدة مستقبلاً مثل مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، أو عن طريق استشارة متخصص.