كل شيء عن الذكاء العاطفي Emotional Intelligence

الذكاء العاطفي Emotional Intelligence

يعتبر الذكاء العاطفي Emotional Intelligence ميزة مهمة لدى بعض الأشخاص لأنه يساعد في معرفة مشاعر الآخرين والإحساس بها وفهم آثارها مما يساهم في السيطرة على التصرفات والأفكار وهناك عدد لا بأس به من التعريفات الخاصة بالذكاء العاطفي سوف نتطرق لها خلال هذا المقال كما سنتعرف على أهمية ومهارات الذكاء العاطفي وهل يتوفر بالضرورة عند جميع الأفراد؟

تعريف الذكاء العاطفي

يعرف معظم الناس الذكاء العاطفي Emotional Intelligence على أنه فن يستطيع من خلاله الفرد مزامنة أفعال عقله وجسده من خلال أعمال التحكم في العقل؛ ويعرّفه البعض على أنه نبضات عالية تساعد الفرد على الاستجابة للموقف وكل هذه التعريفات على حق لأن أي شخص لديه ذكاء عاطفي يخلق الكثير من المزايا في حياته ومن المهم جدًا أن نفهم أن الفرد الطبيعي لديه درجة معينة من الذكاء العاطفي؛ لكن يمكن للناس تدريب عقولهم للوصول إلى مستويات أعلى من ذلك. وقد تحدثنا في مقال سابق عن الغباء العاطفي الذي يعد مضاد الذكاء العاطفي.

ماهو الذكاء العاطفي Emotional Intelligence؟

يعتبر الذكاء العاطفي بمثابة حاسة جديدة توجد عند جميع الأشخاص ولكن بدرجات متفاوتة وكلما زادت نسبة الذكاء العاطفي كلما تميز أصحابها بعدد من الميزات منها على سبيل المثال ما يلي:

  • يتمتع الأشخاص الذين اكتسبوا فنون الذكاء العاطفي بعدد كبير من الفوائد التي تعمل لصالحهم؛ على سبيل المثال، من الممكن جدًا للأفراد الذين يمتلكون قدرًا وافرًا من الذكاء أن يحققوا نجاح أكبر في حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
  • النضج والأفعال الصائبة.
  • التخاطر وقراءة العقل.
  • التنبؤ بتصرفات الآخرين من حولهم.
  • الإحساس بآلام الناس.
  • الشعور بالآخرين والقدرة على فهم أفكارهم المختلفة.
  • يتميز الأشخاص الأذكياء عاطفيًا أيضًا بقدرة كبيرة على الاستماع والإنصات للآخرين وفهم مشاكلهم والشعور بها.
  • الذكاء العاطفي مفيد جدًا لأي فرد مهتم بتحقيق أي نجاح في الحياة.
  • التعامل بشكل جيد مع الناس لأنهم يمتلكون القدرة على فهم مشاعرهم ومشاعر الناس من حولهم.

ما هي أهمية الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي Emotional Intelligence هو مصطلح يشير إلى القدرة التي يمتلكها الفرد عندما يتعلق الأمر بإدراك عواطفه وتقييمها وكذلك التحكم فيها ومن خلال الدراسات، يُعتقد أن الذكاء العاطفي له أهمية كبيرة في شتى المجالات حيث تنقسم مهاراته  إلى ثلاثة مجالات أساسية وهي العلاقات، الصحة النفسية والعقلية، والعمل وفيما يلي سنتطرق إليها بشيء من التفصيل:

مجال الصحة الجسدية

للذكاء العاطفي أهمية كبيرة وتأثير أكبر على الصحة الجسدية للفرد لأن الإنسان الذي لا يستطيع السيطرة على مشاعره من المؤكد أنه سيتعرض إلى العديد من الضغوط والتوتر والقلق بشكل مستمر مما يؤدي به إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية فقد يكون التوتر والقلق على سبيل المثال سبب في ارتفاع ضغط الدم وقد يكون الحزن والشعور بالضعف سبب أيضا في الإصابة بأمراض القلب والنوبات وضعف جهاز المناعة إلى جانب ذلك كله فإن هذه المشاعر السلبية تُسرع عملية التقدم في العمر فيظهر الفرد وكأنه أكبر من سنه الطبيعي ولذلك من المهم التغلب عليها عن طريق تطوير مهارات الذكاء العاطفي لدى الفرد.

مجال العمل والدراسة

يلعب الذكاء العاطفي Emotional Intelligence دور كبير في مجال العمل والدراسة فهو يؤدي الى حل الكثير من التعقيدات والمشاكل الاجتماعية التي تحدث خلال الدراسة والعمل بين الزملاء والموظفين كما يؤدي أيضًا  إلى تحسين الحياة المهنية والوصول إلى المناصب القيادية والوظيفية المرموقة وهناك عدد كبير من رؤساء الشركات والمؤسسات الذين يعتبرون هذا الذكاء عنصر مهم عند توظيف الأشخاص كما يقومون بقياس نسبة الذكاء العاطفي لديهم من خلال الاختبارات المختلفة.

مجال الصحة العقلية

لا شك أن للذكاء العاطفي أهمية كبيرة في مجال الصحة العقلية والجسدية أيضا فكلما كان الإنسان غير قادر على إدارة مشاعره بشكل سليم والتعامل بشكل سوي مع الآخرين كلمات كان أكثر عُرضة للأزمات النفسية والعقلية مما يؤدي به إلى الشعور بالاكتئاب والعزلة والابتعاد عن الناس.

المجال الاجتماعي

تكمن أهمية الذكاء العاطفي Emotional Intelligence هنا في التعرف على مشاعر الفرد وإتقانها مما يؤدي إلى تحسين العديد من جوانب حياة الفرد كما يميل المرء إلى أن يصبح أكثر وعياً بذاته وهذا الوعي الذاتي يترجم أيضًا إلى إدارة اجتماعية أفضل وبناء علاقات اجتماعية ناجحة.

مهارات الذكاء العاطفي

يتطلب رفع مستواك في الذكاء العاطفي إتقان مجموعة محددة من المهارات العاطفية فأنت بحاجة إلى تعلم وتطوير مهارات ذكائك العاطفي حتى تتمكن من التعامل مع عواطفك وإدارتها بشكل فعال إلى جانب العمل بشكل مثمر مع الآخرين:

كُن مدركًا للذات

إن المهارة الأساسية والأكثر أهمية من مهارات الذكاء التي يجب أن تتعلمها وتطورها من أجل رفع مستوى الذكاء العاطفي الخاص بك هي أن تصبح أكثر وعياً بالذات، أنت بحاجة إلى معرفة كيفية التمييز بين بعض المشاعر والأفكار أو الكلمات أو الأفعال أو الأحداث والتأكد من أنه مهما كان ما تشعر به، فإنك تسميه التسمية الحقيقية وهذا يعني أنك إذا كنت غاضبًا فلا تظن أنك حزين أي قم بتحديد المشاعر بدقة إذ يجب عليك أن تنسب هذه المشاعر إلى المصدر المناسب لها مما يساعدك في تعزيز النضج العاطفي.

تعلم الإدارة الذاتية

بالإضافة إلى معرفة المشاعر الناتجة عن الأفكار والكلمات والأفعال والأحداث يجب أن تتعلم كيفية إدارة مشاعرك الذاتية بمجرد ظهورها سواء كانت مشاعر ايجابية مثل الفرح والحب والأمل والاهتمام والسعادة أو مشاعر سلبية مثل الخوف والحزن والغضب والقلق وخيبة الأمل ومن الأسهل توجيه المشاعر الإيجابية والاستفادة منها لكن الجانب الأكثر تحديًا في الذكاء العاطفي هو التعامل مع المشاعر السلبية، إذ يجب عليك تطوير طرق لتجنب إخراج مشاعرك السلبية بشكل خاطئ.

كُن إيجابياً

الإيجابية هي إحدى المهارات المهمة وهي ضرورية للتعامل مع الآخرين ومعتقداتهم وعواطفهم، خاصةً عندما تتعرض إلى بعض الأحداث التي من شأنها التأثير عليك بالسلب حيث يتعين عليك هنا أن تنظر للأحداث بإيجابية وترى نصف الكوب الممتلئ.

النقد البنّاء

يعد النقد البنّاء وتقبّل النقد بروح رياضية من أهم مهارات الذكاء العاطفي، فلا يجب على الفرد أن يكون ضيق الصدر تجاه الأشخاص الذين يواجهون إليه النقد بل يجب عليه أن يتقبل هذا النقد بروح رياضية ويحاول استغلال هذه النقاط بشكل إيجابي في التطوير من نفسه وإصلاح أخطاءه أو نقاط ضعفه.

الشعور بالآخرين

مما لا شك فيه أن الأذكياء عاطفيًا هم من يمتلكون قدرة عالية على الشعور بالآخرين والتعاطف معهم ويمكن تنمية هذه المهارة من مهارات الذكاء  من خلال الاستماع الجيد للآخرين ورؤية الأمور والأشياء من منظورهم.

اتخاذ القرار

التفكير والتصرف بشكل أكثر عقلانية من خلال تطوير مهارات التنظيم والتفكير التي تمكنك من تحويل المشاعر السلبية المستنزفة بسرعة إلى مشاعر أكثر إيجابية وإنتاجية كما يتم تحسين عملية اتخاذ القرار من بشكل كبير، ستساعدك هذه المهارات على اتخاذ قرار بشكل أكثر تفكيرًا وشمولية عندما تكون متحكمًا في عواطفك وقادرًا على فهمها بالشكل السليم.

العلاقات الاجتماعية

لن تعمل مهارات الذكاء العاطفي على تمكينك شخصيًا فحسب، بل سيكون لها تأثير إيجابي على علاقاتك مع الآخرين أيضًا فعلى سبيل المثال، ستتمكن من التزام الهدوء عندما يعلن مديرك في العمل عن الموعد النهائي لتسليم المشروع دون استشارتك، لأن الذكاء العاطفي يمكّنك من التزام الهدوء، وطرح أسئلة جيدة، وربما حتى التأثير على الموعد النهائي وتغييره وكل ذلك مع الحفاظ على علاقة العمل الجيدة مع مديرك.

وفي المقابل، إذا تصرفت عكس ذلك وقمت بإظهار غضبك تجاه مديرك فإن ذلك سوف يؤدي إلى الكثير من العوائق التي تحول دون العمل بفعالية نتيجة لاستجابة سلبية من جانبك وربما تفقد بسبب ذلك علاقتك الطيبة مع المدير وتحتاج إلى بذل قدر كبير من الجهد والوقت لإصلاح الضرر لذا عليك الحفاظ على العلاقات وتعزيزها مع جميع الأطراف والتفكير في التأثير الإيجابي الذي من المحتمل أن يحدثه هذا على علاقاتك مع الآخرين.

وإلى هنا قد وصلنا إلى نهاية مقالنا وننتظر آرائكم وتعليقاتكم حول الذكاء العاطفي Emotional Intelligence متابعينا الكرام.

اضف تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول