مهارات التفكير الناقد وتعريفه وخصائصه وخطواته لحل المشاكل

مهارات التفكير الناقد

هل يمكنك استيعاب وحل المشكلات التي تواجهك ببساطة عبر الاستعانة بأي من المعلومات المتاحة؟ ربما تملك إذن الكثير من مهارات التفكير الناقد التي نتحدث عنها في هذا المقال وعن معاييرها المختلفة وكذلك عن معوقاتها في تلك السطور.

ما هو تعريف التفكير الناقد؟

يمكن تعريف التفكير الناقد باعتباره الأسلوب العلمي التحليلي للأزمات أو المواقف بشكل عام لاستيعابها بالصورة الصحيحة، ما يتحقق بالاعتماد على الحقائق والمعلومات المؤكدة التي يجب جمعها في بادئ الأمر دون شك.

يبدو معنى التفكير الناقد وخطواته أكثر وضوحا بالنظر إلى بعض النقاط الأساسية التي يجب وضعها في الحسبان عند تحليل أي مشكلة، مثل محاولة استنتاج سبب حدوث تلك الأزمة وجمع الحقائق حولها قبل ترتيبها للوصول إلى الحلول الممكنة.

تجدر الإشارة إلى أن عدم التحلي بالمنطقية والموضوعية يعني عدم إمكانية الاستفادة من مهارات التفكير الناقد، حيث يربك التحيز الحسابات ويزيد من صعوبة حل الأزمات، في ظل تشويشه لرؤية صاحبه.

اطلع كذلك على: مهارات التواصل الاجتماعي

خصائص التفكير الناقد

تعد الاستفادة من مهارات التفكير الناقد واردة جدا حينما يتبع الشخص خصائص التفكير النقدي، والتي تتمثل في:

  • الفضول: الذي يدفع الإنسان للبحث والاستفسار ومن ثم التعلم دون توقف عن مجالات مختلفة.
  • الوعي: الذي يجعل صاحبه أكثر حكمة كي لا يحكم على الأمور من الظاهر ويبذل المزيد من الجهد لتحليل الموقف.
  • الحسم: والذي يعد عكس التسويف والتأجيل، حيث يعني البت في الأمور دون تردد أو مماطلة.
  • المرونة: والتي تجعل صاحبها قادرا على التعلم من الزلات قبل النجاح في مواجهة أزمات جديدة تبدو مختلفة عن سابقتها.
  • الإبداع: الذي ما إن امتلكه الإنسان حتى صار يتمتع بالكثير من مهارات التفكير الناقد، من خلال مواجهة التحديات بطرق غير مألوفة لكنها فعالة للغاية.

معوقات التفكير الناقد

إن كان غياب الموضوعية من أسباب فشل الشخص في الاستفادة من مهارات التفكير الناقد كما سبق وأن ذكرنا، فإن هناك المزيد من المعوقات الأخرى التي يجب الحذر منها، ومن بينها:

الأنانية

يؤدي التفكير الاناني بالشخص إلى التركيز على الذات فحسب، لتختفي إذن ميزة التعاطف مع الآخر لديه، وبالتالي يصبح عاجزا عن رؤية الأمور بدقة، باعتباره يشاهد العالم من منظوره الضيق.

التفكير الجماعي

بإمكان جلسات العصف الذهني المساعدة في حل الأزمات دون شك، لكن الأمر يتطلب أيضا تجنب التفكير الجماعي في بعض الأحيان الأخرى، حتى يتسنى للشخص تحليل الموقف في هدوء دون أن يتأثر بالآراء المحيطة.

النمطية

ليس هناك ما هو أسوأ من الأفكار والقوالب النمطية فيما يخص مهارات التفكير الناقد، حيث تتعارض تماما مع قدرة الإنسان على تحليل الموقف بموضوعية، كونها تدفعه دوما إلى وضع استنتاجات بناء على أفكار قديمة ورؤيا مشوشة.

الغرور والتعصب

يبدو كذلك الغرور والتعصب للأفكار الخاصة من عوامل فشل التفكير الناقد، حيث تغيب المرونة حينها ويصبح الأمر شخصيا.

معايير التفكير الناقد

يرى الخبراء والباحثين أن هناك مجموعة من الأسس لتحديد مدى جودة التفكير النقدي، حيث يطلق عليها معايير التفكير الناقد، وهي:

  • رؤية الأمور بشكل واضح من البداية وحتى النهاية.
  • الاستعانة بمعلومات صحيحة وحقائق مؤكدة.
  • البعد عن التهويل أو التهوين والدقة عند الحكم على الأمور.
  • التعمق وعدم الاستنتاج وفقا لأشياء ظاهرية قد تكون مضللة.
  • الاعتماد على المنطق دون تحيز أو تأثر.

خطوات التفكير الناقد

يؤدي التركيز على خصائص التفكير النقدي وتجنب معوقاته من عوامل الاستفادة من مهارات التفكير الناقد التي يملكها كل انسان بنسب متفاوتة، قبل السير على خطوات التفكير الناقد التالية:

التنظيم

ربما صار الحصول على المعلومات أكثر سهولة الآن مما كان عليه منذ سنوات بفضل التطور التكنولوجي الواضح، إلا أن التحدي هنا يتمثل في كيفية تنظيم تلك الحقائق بالصورة التي تساعد صاحبها على تحليل الموقف وحل الأزمة بكفاءة، ليصبح التنظيم هو أول ما يجب على المرء القيام به للسير على خطوات التفكير الناقد.

الإدراك الواقعي

هي الخطوة الثانية والتي تعني تجنب التفكير في الآراء الشخصية أو على الأقل تأجيلها في ظل الحاجة للتركيز على الواقع بما يحمل من معلومات كفيلة بحل الأزمة دون الوقوع في خطر التحيز.

البحث عن الدليل

هو العنصر الضروري للتحليل النقدي حيث يتطلب الأمر دوما البحث عن الدليل القوى وراء الاستنتاجات الشخصية، كي يتأكد الشخص من جودة رؤيته.

التقييم

في تلك الخطوة ينظر صاحب مهارات التفكير الناقد إلى الموقف عن بعد، كي يحلله من جديد ويلاحظ ربما هفواته، قبل أن يقرر ما هو العلاج الأفضل للموقف بعين جديدة.

العلاج

هي الخطوة الأخيرة والممثلة في تنفيذ الحل المتاح بصورة لا تخلو من الحسم، فيما يتم تجنب فيها أشياء مربكة مثل التحيز والحسابات الشخصية.

تدريبات لاكتساب مهارات التفكير الناقد

تحتاج مهارات التفكير الناقد إلى التدريب شأنها شأن أي من المهارات الأخرى، لذا نوضح هذا الجانب من التمرينات الفعالة لزيادة القدرات النقدية لديك.

تمرين الملاحظة

بينما تؤدي زيادة القدرة على ملاحظة بواطن الأمور إلى دعم قدرات الإنسان بشكل عام والقدرات النقدية لديه بشكل خاص، فإنه يحتاج إذن إلي تدريب النفس على ملاحظة كل كبيرة وصغيرة، ذلك عبر التركيز على ما يدور حوله سواء في أوقات العمل أو أوقات الفراغ، دون أن يتعارض ذلك مع الإنتاجية دون شك.

تدريب التحليل

يتدرب المرء على التحليل بأكثر من طريقة، في مقدمتها تمرين النفس على عدم التحيز والنظر للأمور بمنطقية دون تعصب، سواء عند مناقشة أزمة خاصة أو قضية تشغل الرأي العام المحلي أو حتى العالم بأسره، مع الوضع في الاعتبار أن القراءة تزيد من الوعي الذي يصب في مصلحة القدرة على التحليل بالمنطق.

تمرين التواصل

إن كان العصف الذهني يعتبر من عوامل حل المشاكل والأزمات، فإن الاستفادة من هذا الأمر تتطلب تحسين مهارات التواصل لدى الشخص كي يبقى قادرا على النقاش مع الآخر دون كلل أو ملل، ما يتحقق بواسطة التدريب على الاستماع للآخر دون مقاطعة، قبل الرد بموضوعية وعدم اللجوء إلى السخرية او الاستهزاء.

في كل الأحوال، تبدو مهارات التفكير الناقد من عوامل نجاح الإنسان سواء على صعيد العمل أو حتى على صعيد الحياة الشخصية، لذا يعد دعم تلك المهارات ضروريا عبر التدريب بصفة دائمة ودون توقف.

اضف تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول