خصائص الوقت: تعرف عليها لكي تتمكن من استثمارها جيداً لصالحك
يقولون أن من خصائص الوقت ذهابه وعدم عودته وارتفاع قيمته، خاصة أن الوقت ثمين جداً، هو أثمن ما يمتلكه الأنسان وحين يفوتك لا يمكنك العودة لنفس النقطة من جديد، ويقدر أصحاب الأعمال والأشخاص المهمين وقتهم جداً ويعرفون كيفية استغلاله، وفي نفس الوقت يجب أن يحرص الشخص العادي على ذلك، ونوضح عبر حياة شباب أهم خصائص الوقت وكيفية استثماره بالشكل الصحيح، لكي تصبح من الناجحين، كذلك عليك معرفة أسباب ضياع الوقت لتتجنبها خلال يومك.
خصائص الوقت
هناك العديد من خصائص الوقت التي توضح كيفية استثماره وقيمته الكبيرة عند الجميع، ومنها ما يلي:
لا تستطيع تخزين الوقت لاستخدامه في وقت لاحق
هل يمكنك تخزين الوقت؟ هل تستطيع إعادة الوقت أو التعويض عند فقدانه؟ بالطبع لا فإن الوقت لا ينتظرك بل يمر سريعاً مثل القطار، وقد قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام:
“من استطاع أن يُعجّل في خير فليُعجّله، فإنّي غير مكرَّر عليكم أبداً”
ويتمنى كل من يكبر في العمر لو يعود به الزمن قليلاً لفعل أشياء لم يفعلها أو تصحيح أخطاءه، لكنها مجرد أمنيات، فقد ورد عن الحسن البصري رحمة الله عليه قال “ما من يوم ينشق فجره إلّا ينادي: يا ابن آدم: أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإنّي لا أعود إلى يوم القيامة”.
ومن أجمل أبيات الشعر عن سرعة ذهاب الوقت وعدم عودته ما يلي:
ألا ليتَ الشبابَ يعود يوماً فأخبره بما فعَل بي المشيبُ
وما المرءُ إلّا راكبٌ ظهرَ عمرِه على سفر ُيفنيه باليوم والشهر
يبيتُ ويُضحي كلَّ يومٍ وليــلةٍ بعيداً عن الدنيا قريباً إلى القبر
من خصائص الوقت ذهابه وعدم عودته
الوقت يذهب سريعاً ومن الصعب إيقافه أو إعادته، وقد تم تصنيف ذهاب الوقت إلى قسمين هما: الوقت السريع، الوقت البطيء.
أولاً الوقت السريع: إن كنت تستمتع بأي شيء أو تحب شيئاً سوف تجد أن الوقت يمر سريعاً ومن الصعب إيقافه.
ثانياً الوقت البطيء: حين تمر بحزن أو اكتئاب أو أن تمل من فعل أمر معين أو تقضي وقتاً مع أشخاص لا تفضلهم أو ظروف لا تحبها، سوف تجد أن الوقت يمر ببطء شديد ومن الصعب تسريعه.
لكن القسمين لا يدلان على الحقيقة بل هما انعكاس لشعور الإنسان مع الوقت حسب الظروف أو المواقف التي يمر بها، ويجب أن تعرف بأن عمرك قصير ومهما طال فإن الموت في انتظارك دائماً، ولهذا نجد من خصائص الوقت ذهابه وعدم عودته ويجب وضع هذه المقولة في عقلك دائماً.
وهذه أجمل أبيات الشاعر مرور الوقت سريعاً:
مرت سنينٌ بالوصالِ وبالهَنـا فكأنَّها من قصرها أيــامُ
ثم انثنت أيامُ هجرٍ بعدهـــا فكأنَّها من طُولها أعــوام
ثم انقضت تلك السنونُ وأهلُها فكأنَّها وكأنَّهم أحــــلامُ
فقد كان أكبر الناس عمراً هو نبي الله نوح وشيخ المرسلين عليه السلام، وحين أتاه ملك الموت قال “وجدت الدنيا كدار لها بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر”، هل تتخيل شخص عاش كل هذا الوقت يقول ذلك!، هذا دليل قوي أن الوقت يمر سريعاً وأن كل لحظة تعيشها تقربك من نهايتك، حيث يقول الله في القرآن الكريم في سورة النازعات “كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها”، ويقول تعالى في سورة يونس “ويوم يحشرهم كأنهم لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم”، وقصد بذلك الساعة وكيف أن عمر الإنسان قصير وعليه أن يعمل لطاعة الله.
الوقت هو الحياة فلا تضيعه دون فائدة
سُأل أحد الحكماء عن الوقت فقال “هو الحياة”، وما حياتك إلى وقت تقضيه من ساعة الميلاد وحتى وقت وفاتك، فلا يوجد أغلى من وقتك فلا تضيعه، لا أقول لك أن تعبد الله طوال اليوم ولا تفعل شيء في حياتك، لم يأمرنا الله بذلك، فقد قال في القرآن الكريم “وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا”، فما عليك أخي الحبيب وأختي الحبيبة إلا أن تضع وقتك في المقدمة وتحاول تحقيق أقصى استفادة منه ما بين العبادة والعمل، فهو لن يستأذن منك لكي يمضي.
فقد تسأل أحد عن ذهابه أو فعله لشيء معين فيقول “أريد تضييع الوقت”، هل وقتك ملكك لكي تضيعه؟ هل انتهيت من فعل كل شيء من عباده وعمل وتخطيط لمستقبلك من أجل أن تضيع وقتك؟، بالطبع لا ويجب عليك أن لا تقتل وقتك بيدك، فأنت بهذا تقتل نفسك ومن يقتلك هو وقتك وليس أنت من تقتله، فأنت لن تقدر عليه إلا حين استخدامه بالطريقة الصحيحة.
من خصائص الوقت ارتفاع قيمته
لا شك أن استثمار وقتك بالشكل الصحيح يزيد من قيمته كثيراً، وفي نفس الوقت إهدار الوقت يقلل منه ويجعله دون فائدة، ويجب أن تتعامل مع وقتك بحذر ولا تجعله ينتصر عليك، بل انتصر أنت عليه واجعل أقل أوقاتك قيمة فائدتها أكبر مما يتوقعه أي شخص، بمعنى بسيط اكسب دنيتك وأخرتك في نفس الوقت بإذن الله، اعمل لأن الجميع يحب العمل لكسب المال ولأنها سنة الحياة.
لكن وأنت تعمل اذكر الله ولا تنسى صلاتك أو تؤخرها ولا تتكاسل عن صيامك من أجل العمل، بمعنى أنت تعمل الآن بيدك ولسانك متاح، لماذا لا تذكر الله؟ قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، فإنهما كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن كما أخبرنا نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، بهذا سوف تكسب في عملك وتكسب رضا الله عز وجل ومن يرضى الله عنه سوف يفلح إن شاء الله.
تنظيم الوقت ينجز أكبر عدد من المهام
أيضاً من خصائص الوقت تنظيمه، لنقل أنك تمتلك موعداً هاماً في الساعة الرابعة عصراً وينتهي عملك في تمام الساعة الثالثة عصراً، إذاً لديك ساعة كاملة من أجل إعداد نفسك للموعد مهما كان هاماً، لكن تركت العمل أو مهام معينة تقوم به بسبب التفكير في الموعد أو الإعداد له جيداً، ما الذي يحدث في تلك الحالة؟.
بالطبع سوف تؤجل عملك اليوم إلى الغد وسوف تتراكم عليك المهام وحتى ما تؤديه منها لن تؤديه بالشكل الصحيح والمناسب، لكن في حالة قمت بعملك بشكل طبيعي سوف تأتي إليه في الغد مثل أي يوم عمل طبيعي وتقوم بعملك المعتاد.
مثال آخر وهو تحديدك لموعد مع شخص معين لتناول وجبة الغداء معاً في الثانية ظهراً، لكنك قبل الموعد انشغلت عن إعداد الطعام أو تجهيز نفسك للموعد ولديك مهام أخرى، ما الذي سوف يحدث؟ بالطبع سوف تتراكم عليك المهام وسوف تُحرج أمام ضيفك.
لكن إن قمت بتجهيز نفسك في وقت محدد وقمت بعملك قبل ذلك واستقبلت ضيفك وتناولتم الطعام ثم جلستم قليلاً ثم قمت بباقي عملك، يترتب على كل ذلك تنظيم وقت والقيام بعملك بطريقة صحيحة وعدم التأخر عليه.
ملحوظة
احرص على استخدام ذروة نشاط كل يوم في الأعمال التي تحتاج إلى تركيز، مثل أن تقوم بعملك في وقت العمل وتقرأ في أوقات القراءة وحتى التفكير يكون في وقته حتى لا تشتت نفسك، وكما يقال في المثل القديم “يوجد وقتٌ وموسم لكل شيء في هذه الدنيا”، وهذه 5 من خصائص الوقت الهامة جداً للجميع.
أوضحنا أنه من خصائص الوقت ذهابه وعدم عودته وارتفاع قيمته واستثماره بالشكل الصحيح يجعله نافعاً جداً، هل استفدت من ذلك؟ هل تمتلك أي سؤال أو استفسار؟، راسلنا في التعليقات بالأسفل عبر موقعنا حياة شباب.