قصة نجاح والت ديزني: من رسام بائس لمؤسس امبراطورية فنية عالمية
قصة نجاح والت ديزني من القصص الملهمة للجميع، وذلك لكونها تشهد نجاح كبير للغاية في نهايتها بالرغم من بدايتها الصعبة للغاية والتي إذا شاهدها أي شخص في حدوثها، فإنه لم يكن يتوقع على الإطلاق النهاية الخاصة بها، حيث بدأت من حياة متواضعة وطموحات بسيطة، حتى بلغت نجاحًا كبيرًا، وعبر مقال اليوم نتحدث معًا عن هذه القصة بالكامل ونسرد أهم المراحل التي مر بها صاحبها.
قصة نجاح والت ديزني
يبحث الكثير من المستخدمين عن قصة نجاح والت ديزني للبدء بقراءتها والاطلاع على جميع التفاصيل المتعلقة بها، خاصة وأن القصة تشهد نجاح وتفوق كبير استطاع صاحب القصة أن يحققه ويصل إليه بعد المرور بمراحل عديدة شهدت الفشل في مرات والنجاح في مرات أخرى، لكن المؤكد أنه استطاع تحقيق جميع الأهداف والأحلام التي لطالما راودته، لذلك ألهمت هذه القصة جميع المستثمرين وأصحاب الأعمال، بالإضافة إلى المقبلين على الاستثمار بفكرة ما.
البداية
ولد والت ديزني بالقرن العشرين، وكانت حياته في البداية لا تشير إلى أي نجاح على الإطلاق، حيث كان ينتقل مع والديه داخل الولايات المتحدة الأمريكية من ولاية إلى أخرى، وذلك بغرض البحث عن الرزق وتوفير متطلبات الحياة، حيث أنه حينما أتم العقد الأول من عمره بدأ ببيع الجرائد والصحف وتوزيعها على المارة، مما يعني أنه كان يدرس ويعمل بنفس الوقت.
لكن خلال هذه الفترة بدأ يكتشف أحد المواهب التي يملكها والتي سيكون لها سبب رئيسي في نجاحه مستقبلاً، ألا وهي هواية الرسم الذي قام بتطويرها من خلال الأموال التي يجنيها من جمع الصحف، حيث كان يجمع المال ويذهب بجزء منه إلى أحد المدارس الليلية المتخصصة في تعليم الرسم، أي أنه يستيقظ من الصباح مبكرًا لبيع الصحف ثم يذهب إلى مدرسته، عقب ذلك يعود إلى منزله ومع حلول المساء يذهب إلى مدرسة الرسم.
بحر الحياة
قصة نجاح والت ديزني شهدت حدوث هذه المرحلة، فحينما أتم العام السادس عشر من عمره قرر أن يترك الدراسة بشكل نهائي، وانضم بعد ذلك إلى الصليب الأحمر وعمل كسائق اسعار ابان الحرب العالمية الأولى، واستطاع من عمله أن يجمع المال الذي ساعده على توفير بعض متطلبات حياته.
عقب انتهاء الحرب توقف العمل وهنا بدأ والت يبحث عن أي فرصة عمل كي تكون مصدر رزقه وتوفر له متطلبات حياته، لكنه كلما تقدم على وظيفة يتم رفضه، وقرر عرض موهبة الرسم الخاصة به على أحد الصحف، حيث كان يريد العمل كرسام كاركاتير لكن على غرار الوظائف الأخرى فإنه تم رفضه مجددًا، لكنه وجد وظيفة أخرى مقابل راتب قليل، لكنه تمسك بها لكونها اتاحت له فرصة الرسم التي كان يبحث عنها، حيث أن الوظيفة تطلب منه تصميم غلاف أسبوعي للأعمال الفنية التي تعرض على مسرح نيومان.
بداية الظهور
لا شك أن هذه المرحلة من أهم مراحل قصة نجاح والت ديزني، حيث كانت هذه هي المرحلة التي شهدت ظهور موهبته بشكل كبير، فمن خلال عمله بتلك الوظيفة تعرف على الكثير من الفنانين والموهوبين، ومن ضمنهم كان شخص لديه نفس الأفكار الخاصة بوالت، مما دفع كلاهما لإنشاء مؤسسة تسويق ودعاية، وبواسطة تلك المؤسسة قام والت بعمل فيلم قصير من الرسوم المتحركة، ثم قام ببيعه إلى مسرح نيومان، وتم عرض الفيلم لاحقًا.
المميز بالأمر أنه عقب عرض الفيلم مباشرة فإنه جذب الكثير من المشاهدين نحو المسرح، ولاحظ والت هذا الأمر أن عمله الذي قدمه حقق نجاحًا كبيرًا ولازال من المتوقع أن يحقق نجاحًا أكبر، لذلك قرر أن يطلق مؤسسة بعنوان Laugh O Grams Inc ومن خلالها يبدأ بعرض أفلام الرسوم المتحركة الخاصة به للأطفال، وهنا ابتكر العديد من الأفكار.
لكن بالرغم من ذلك إلا أن الفكرة لم تنجح بسبب كثرة التكاليف المالية، وبرغم من كونه قد صنع وانتج فيلم أليس في بلاد العجائب إلا أن المؤسسة كانت أعلنت إفلاسها قبل أن يتم عرض الفيلم.
هوليود
من أهم أسباب قصة نجاح والت ديزني هي أنه عقب إفلاس المؤسسة مباشرة لم يقف مكتوب الأيدي وحارب مجددًا في سبيل نجاح فكرة مشروعه التي كانت غريبة بعض الشيء بهذا الوقت، لذلك قرر الذهاب إلى هوليود وعرض أفلامه من خلالها، وهناك التقى بالعديد من المنتجين والمشاهير، وعرض عليهم الفيلم وفكرته، وبسبب ذلك تمكن من تلقي دعم كبير من جانب الجهات السينمائية التي كانت تريد صناعة أفلام من الرسوم المتحركة، وبالفعل أسس شركته بعنوان Disney Productions لكن على غرار المؤسسة السابقة فلم يكن هناك أي نجاح ملحوظ.
لكن حينما تم إطلاق فيلم سنو وايت والأقزام السبعة، فإن الفيلم حقق نجاحًا بالغًا واستطاع أن يحظى بشعبية غير مسبوقة، وهنا ارتفعت الأرباح بشكل كبير.
فترات عصيبة
لم تكن قصة نجاح والت ديزني ستسرد في يومنا الحالي بسبب هذه الفترة، لكنه استطاع أن يتعامل معها بشكل صحيح للغاية، فخلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضية، اندلعت الحرب العالمية الثانية التي جعلت العالم على وشك الانهيار، ومن بين الشركات التي انهارت كانت شركة والت ديزني التي كادت أن تعلن إفلاسها، لكن بسبب ذكائه الشديد فإنه قرر أن يبيع أسهم من الشركة للجمهور بغرض جمع أكبر قدر ممكن من رأس المال مجددًا، وهذا ما حدث بالفعل ونجت الشركة من الانهيار.
وبعد أن جمع هذا المال استثمر به في تطوير الشركة، فقام بعمل ملهى “ديزني للترفيه” وبدأ عقب ذلك بالتعاون مع التليفزيون الذي انتشر بشكل كبير في اربعينيات القرن الماضي، ومع مطلع الخمسينيات ستطاع والت ديزني أن يبتكر فكرة قوية للغاية بإنتاج فيلم جديد، وكانت الفكرة تقوم على فأر صغير يظهر على الشاشة وذلك ما ساعده على تحقيق نجاحات بالغة فيما بعد.
ميكي ماوس
الفأر الشهير الذي كان من أهم مراحل قصة نجاح والت ديزني هو “ميكي ماوس” الذي ظهر خلال هذه الفترة وحظى بشعبية بالغة من جميع أنحاء العالم وبمختلف الفئات العمرية، والمثير بالأمر أن
شخصية هذا الفأر كان والت ديزني قد ابتكرها ورسمها خلال فترة العشرينات لكنها لم تظهر للنور إلا مع مطلع الخمسينيات، وتسببت هذه الشخصية بنجاح الشركة بصورة أكبر وتحقيقها لأرباح هائلة لم تكن في الحسبان، كما ساهمت بزيادة تعاقدات الشركة مع التلفزيونات من جميع أنحاء العالم، وهنا تم توسعة حديثة الشركة لتصبح أكبر حديقة ترفيهيه بالولايات المتحدة الأمريكية.
النهاية
الرحلة كانت مريرة وصعبة للغاية لكن قصة نجاح والت ديزني لازالت تلهم من يقرأها، وذلك لأنه مع مطلع ستينيات القرن الماضي كان قد أصيب بسرطان الرئة ورحل عن عالمنا، لكن بالرغم من ذلك إلا أن الفكرة التي حارب لأجلها وتحمل الكثير لتحقيقها على أرض الواقع نجحت بشكل كبير منذ وقتها ولازالت من أكبر الشركات بالعالم حتى وقتنا الراهن، فاستطاعت الشركة أن تضم عددًا من الموظفين تجاوز المائة وخمسون ألف موظف، كما تمكنت من تحقيق أرباح سنوية تجاوزت عشرات المليارات، كما أن الحديثة أصبحت هي الأفضل داخل الولايات المتحدة وبالعالم أجمع، بالإضافة إلى ظهور قناة إعلامية تابعة للشركة لتقديم أفلامها.
ختامًا،، كانت هذه هي قصة نجاح والت ديزني بجميع تفاصيلها وأحداثها المريرة والصعبة التي مرت عليه، لكن تبين لنا في النهاية أنها استطاع تحقيق الأهداف التي تحمل الكثير لتحقيقها على أرض الواقع وبلغ القمة التي كان يبحث عنها برغم الحروب العصيبة والأحداث من حوله.