كتاب الذكاء العاطفي للمؤلف دانييل جولمان .. الأكثر مبيعاً لسنوات طوال

يتم تعريف الذكاء العاطفي بأنه هو قدرة الإنسان على إدراك وفهم العواطف الخاصة به أو بالأشخاص المحيطين به، ومن ثم قدرته على إدارة تلك العواطف، حيث يشمل الذكاء العاطفي وفقاً لما يقوله المختصين على ثلاثة مهارات وهي القدرة على إدارة العواطف، الوعي بالمشاعر، وقدرة الإنسان على تطبيق المشاعر الخاصة به على نشاطات حياته اليومية، وهذه مجرد نبذة بسيطة جداً عن مفهوم الذكاء العاطفي، ولا تقارن بالطبع مع محتوى الكتاب الذي نقدمه إليكم في السطور التالية.

تقديم كتاب الذكاء العاطفي

كتاب الذكاء العاطفي للمؤلف دانييل جولمان يعد أحد أبرز الكتب في هذا السياق، حيث يُقدّم الكتاب طريقة جديدة للنظر والبحث عن أصول وأسباب الأمراض الموجودة لدى الأشخاص والمجتمعات المتعلقة بالعواطف بشكل عام، حيث يدعو الكاتب دانييل جولمان إلى نشر ثقافة القلب والعقل معاً وليس واحدة على حساب الأخرى.

اطلع كذلك على كتب صوتية مسموعة من خلال هذه المواقع والتطبيقات العربية

حيث قام الكاتب دانييل جولمان برحلة تأمل علمي ثاقب حول طبيعة عواطف الإنسان، حاول من خلالها فهم معنى الذكاء وكيفية ارتباطه بعاطفة الإنسان، كما حاول الكاتب خلال رحلته في الكتاب الإطلاع على مملكة مشاعر الإنسان ومدى تأثيرها على مسار حياتنا اليومية، ومن هذا المنطلق يحاول الكاتب طرح مفهوم الذكاء العاطفي.

ويعتمد الكاتب دانييل جولمان في كتاب الذكاء العاطفي على الكثير من الأبحاث الطبية والدراسات التي أُجريت على الدماغ البشري خلال آخر عقدين من الزمان ليخرج من هذه الدراسات بآخر إكتشافات توضح لنا تركيبة المخ العاطفية، والتي تساعدنا بشكل كبير على فهم وتفسير كيف تهيمن قبضة العاطفة القوية لدى الإنسان على العقل المفكر، كما يوضح لنا كيف أن تراكيب المخ المتداخلة التي تتحكم في لحظات مثل الغضب والخوف والحب والفرحة والسعادة تكشف لنا عن الكثير من الحقائق التي تساعدنا على فهم طبيعة الذكاء العاطفي لدى الإنسان وكيف نتحكم فيه.

الذكاء العاطفي وصحة الإنسان

كما إستطاع الكاتب دانييل جولمان خلال صفحات كتاب الذكاء العاطفي أن يوضح لنا أن النقص في الذكاء العاطفي لدى الإنسان قد يكون سبباً في الكثير من المشاكل التي نتعرض لها في حياتنا اليومية دون أن نشعر بذلك، حيث أن النقص في الذكاء العاطفي يساهم بشكل كبير في تدمير الذهن كما أنه يهدد الصحة الجسمانية للشخص بأمراض كثيرة.

ولعل من أبرز النقاط التي طرحها الكاتب دانييل جولمان في كتابه الذكاء العاطفي هو أنه قدم لنا إجابات منطقية لمجموعة من الأسئلة التي طالما كانت محل جدال بين الكثير من الكُتّاب والمتخصصين، ولعل أبرزها، ما هي طبيعة المشاعر الإنسانية؟ وأين يقع مكان هذه المشاعر في الدماغ البشرية؟ وهل الطباع التي ورثناها من الآباء هي قدرٌ محتوم لا فرار منه؟ أم أن دوائر مخ الإنسان العصبية تتمتع بالمرونة ويمكنها أن تتعلم وتتغذي وتقوى وفقاً للبنية التي يتأسس عليها الذكاء العاطفي للشخص منذ الطفولة؟وغير ذلك من الأسئلة التي طرحها الكاتب بشكل مفصل في كتاب الذكاء العاطفي.

ولعل من أكثر الحقائق إثارة للجدل في هذا الكتاب كان عبارة عن بحث شامل والذي تم إجراؤه من قبل مؤسسات مختصة، والذي يثبت أن جيل الأطفال الحالي على المستوى العالمي يعد أكثر غضباً وجنوناً وقلقاً واندفاعاً وعنفاً مقارنة بالأجيال السابقة، والسؤال الذي تم مناقشته داخل صفحات الكتاب هو هل الذكاء العاطفي يقدم علاج لهذه المشكلة التي تواجه الأجيال القادمة من الأطفال؟ حيث قام المؤلف بالإجابة عن هذا السؤال بشكل مفصل في داخل صفحات كتاب الذكاء العاطفي.

التعريف بمؤلف الكتاب

كتاب الذكاء العاطفي هو أحد مؤلفات الدكتور “دانييل جولمان” وهو حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد، والذي يقوم بالكتابة لصحيفة نيويورك تايمز في علوم المخ وسلوكياته، كما تُنشر مقالاته في معظم الجرائد العالمية، وقد صدر للكاتب عدة كتب قبل ذلك منها “الأكاذيب القاتلة” و “الحقائق البسيطة” و “العقل التأملي” كما اشترك في تأليف كتاب “الروح المبدعة”، وقد استطاع كتاب “الذكاء العاطفي” أن يحتل قائمة أكثر الكتب مبيعاً لمدة عشر شهور في بريطانيا.

وتم ترجمة الكتاب عن طريق “ليلى الجبالي”، كما قام بمراجعته “محمد يونس”، حيث تم نشر الكتاب من خلال دار المعرفة، ويعد هذا الكتاب إضافة جيدة للمكتبة العربية، حيث يقوم بطرح ومناقشة موضوع الذكاء العاطفي بشكل مفصل ومدعم بالكثير من الأبحاث والدراسات العلمية.

محتويات كتاب الذكاء العاطفي

ويحتوي كتاب الذكاء العاطفي على ثلاثة أقسام بحيث يحتوي كل قسم على مجموعة فصول، يبدأ الكاتب في القسم الأول بتوضيح بعض المفاهيم حول المخ الانفعالي وطبيعة العواطف لدى الإنسان ولماذا يجب أن نهتم بمناقشة طبيعة عواطف الإنسان كما يوضح أيضاً تشريح النوبات الإنفعالية التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته.

ويبدأ الكاتب من القسم الثاني في كتاب الذكاء العاطفي بالدخول أكثر عمقاً في توضيح وشرح طبيعة الذكاء العاطفي، وكيف يمكنك أن تعرف نفسك وقياس مستوى الذكاء العاطفي لديك، بالإضافة إلى توضيح من هم عبيد العاطفة وما هي القدرة المسيطرة على عواطف الإنسان وما هي جذور التعاطف وغيرها من المفاهيم التي تعطيك رؤية جيدة حول طبيعة الذكاء العاطفي لدى الإنسان.

ومن خلال القسم الثالث من كتاب الذكاء العاطفي يبدأ الكاتب بطرح طبيعة الذكاء العاطفي في التطبيق، وتوضيح من هم الأعداء الحميميون، وطرق التحكم بالعاطفة، كما يطرح الكاتب دانييل جولمان قضية مهمة في هذا الفصل وهي دور العقل والطب في موضوع الذكاء العاطفي، كما يطرح دور الأسرة في تكوين طبيعة الذكاء العاطفي لدى الإنسان وما دو الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في التأثير على العاطفة، وأيضاً سيقوم الكاتب بمناقشة مصطلح الأمية العاطفية وطرق محو هذه الأمية وايضاً طرق تعليم العواطف وغير ذلك من المفاهيم التي أوضحها الكاتب في هذا القسم الثالث والذي يعد ملئ بالكثير من المفاهيم والقضايا التي تغطي جميع جوانب الذكاء العاطفي لدى الإنسان.