أسباب التسويف والمماطلة وآثارها السلبية وطرق التغلب عليهم

أسباب التسويف والمماطلة وآثارها السلبية وطرق التغلب عليهم

يعتبر التسويف والمماطلة أحد العقبات التي تعيق حدوث أي تقدم أو تغيير إيجابي في حياة الإنسان، وهناك دراسة تشير إلى أن الأشخاص المُسوفين لا يمكنهم الحصول على وظائف، كذلك يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، كما يرتفع لديهم مستوى القلق والتوتر، تعرف أكثر عن التسويف والمماطلة من خلال هذا المقال. كذلك

ما هو التسويف؟

كم مرة قررت أن تتعلم لغة؟ كم عدد المرات التي قررت فيها أن تمارس تمارين رياضة؟ هل تشعر بأنك تقوم بتأجيل أهدافك ورغباتك إلى وقت لاحق؟ إذاً أنت تعاني بذلك من التسويف والمماطلة، لكن ما هو التسويف والمماطلة هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال الآتي:

التسويف يعني تأجيل بعض المهام إلى وقت لاحق مثل تأجيل الذهاب إلى السوق، أو تأجيل القيام بنظافة المنزل وهكذا، عادة ما يكون ذلك من أجل الهروب من القلق الذي يصاحب بداية المهام.

لكن هناك بعض علماء النفس الذين يقولون أنه يجب ألا نحكم على الأمر بأنه تسويف إلا عند توافر بعض الشروط أولها ألا يكون هناك هدف وراء ذلك التأجيل، أما الأمر الثاني أن يترتب على التأجيل نتائج عكسية، أما عن الشرط الثالث أن يترتب على التسويف عدم اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.

من الجدير بالذكر أنه قد ينتج عن المماطلة الشعور بالذنب، أيضا من الممكن أن يقل إنتاج الشخص وقد لا يرضى عنه المجتمع لأنه لم يقوم بإتمام مهامه في الوقت المحدد.

من الممكن أن يحدث التسويف بدرجات متفاوتة، من تلك الدرجات التسويف الطبيعي، وقد يتحول إلى مشكلة في حال عرقلة الأعمال التي اعتاد الإنسان القيام بها.

قد يكون التسويف مرض مزمن ويكون علامة على إصابة هذا الشخص باضطرابات نفسية.

أسباب التسويف

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التسويف والمماطلة منها أسباب نفسية، وأسباب فسيولوجية وسوف نتعرف على كلًا منهما من خلال السطور التالية:

أسباب فسيولوجية

  • من أكثر الأعضاء تعقيدا هو المخ، كذلك له علاقة قوية بالتسويف، لأن القشرة الأمامية هي المسؤولة عن التخطيط، والتحكم في الانفعالات، بجانب الانتباه والتركيز.
  • هذا الجزء المهم من المخ يقوم بالقليل من التشتيت الذي ينتج عن محفزات يفرزها المخ، وفي حال كان هذا الجزء لا يعمل بكفاءة عالية فإن هذا يعمل على التشتت، وكثرة التسويف وسوء التخطيط.

أسباب نفسية

  • يعتبر عدم تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس من الأسباب النفسية القوية التي تقود في النهاية إلى التسويف والمماطلة.
  • أيضا الاعتقاد الراسخ في أذهان المسوفين عن أنفسهم وأنهم أقل اجتهادًا عن غيرهم، يؤدي إلى قلة الهمة لديهم وعدم الرغبة في تحقيق الأهداف.

الآثار السلبية للتسويف

من المؤكد أن التسويف والمماطلة لهما أضرار وآثار سلبية على حياة الفرد ومن بينها ما يلي:

  • عدم احترام الذات.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • قلة الحصول على وظيفة مهنية.
  • قلة الحصول على الفرص التي قد يكون لها تأثير إيجابي على حياة الفرد.
  • عدم الشعور بالراحة واللذة التي يشعر بها الأشخاص الناجحون والذين يقومون بتحقيق أهدافهم.
  • الشعور بالقلق والتوتر مما يؤدي في النهاية إلى حدوث مشاكل صحية.
  • عدم القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة.

أنواع المسوفين

هناك نوعين من المسوفين الذين يقومون بتأجيل المهام والأهداف إلى وقت لاحق ومن تلك الأنواع ما يلي:

النوع الخائف

هذا النوع يحمل العديد من المشاعر السلبية، مثل الشعور بالضغط من الأشياء التي تتعلق بالوقت، غير واثق من أهدافه، أيضا يفتقر إلى القدرة على النجاح، دائما ما يشعر أنه بحاجة إلى الاسترخاء.

كما أن لديه خطط غير واقعية وغير ملائمة لما يمتلك من وقت، لذا دائما تجده يشعر بالتوتر والخوف، وبالتالي تبدأ الخطط في الفشل والانهيار ومن ثم يتم تأجيلها إلى اليوم التالي أو الأسبوع القادم، وهذا يكون له تأثير سلبي على حياة الفرد الاجتماعية.

هذا النوع من المسوفين دائما ما ينسحب من الحياة الاجتماعية، ويتجنبون التواصل مع الأصدقاء، لأنهم يشعرون بالخرج من الأشخاص الذين لديهم أهداف محددة ويقومون بإنجازها، وهذا يؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الشعور بالاكتئاب.

النوع الاسترخائي

هذا النوع من المسوفين يقومون بتوجيه طاقتهم إلى أهداف أخرى، فمثلا تجد الأطفال الذين يتصفون بالتسويف والمماطلة يقومون بتأجيل أداء واجباتهم المدرسية.

أيضا تجد الطلاب يتخلون عن أداء مهامهم بدلا من تقسيمها إلى مهام صغيرة، كما لا يمكنهم الحصول على الرضا، المسوف عادة ما يتجنب الأشياء التي تجعله يشعر بالاستياء، دائما ما يرفض التخلي عن المتعة والشعور بالاسترخاء، كما لا يشعرون بالقلق من المواعيد النهائية.

نصائح حول التخلص من المماطلة

هناك بعض النصائح التي تساعدك على التخلص من المماطلة وهي على النحو التالي:

  • قم بأداء المهام السهلة والصغيرة أولا.
  • وضع خطة زمنية لإتمام المهمات.
  • ابتعد عن الأشياء التي تسبب لك التشتت.
  • يمكنك طلب مساعدة من الأشخاص الذين لديهم خبرة في مواجهة مثل تلك التحديات.
  • تذكر النتائج السلبية التي سوف تترتب على المماطلة.
  • يمكنك مكافأة نفسك في حال إنجاز المهمة في وقتها.

اقرأ: ما هي مهارات التنظيم وأهميتها لك وكيف تقوم بتطويرها؟

علاج التسويف والمماطلة

هناك العديد من الطرق والخطوات التي تساعدك في التخلص من التسويف ومنها ما يلي:

  • يمكنك تسجيل المهام التي ترغب في القيام بها وتحديدها من حيث مدى أهميتها، حيث يمكنك أن تبدأ بالمهم والعاجل، ومن ثم الأشياء الغير مهمة لكنها في نفس الوقت عاجلة، ثم المهام الضرورية لكن غير عاجلة، وتنتهي بالأشياء الغير مهمة والغير عاجلة، تلك الطريقة سوف تساعدك على التخلص من المماطلة بشكل نهائي.
  • بعد تحديد المهام وفرزها من حيث المهم والعاجل، يمكنك البدء على الفور.
  • يمكنك أن تقوم بفعل شيئا بسيطا يوميا لإنجاز المهمة، فمثلا يوجد قاعدة يطلق عليها 80/20، وهذا يعني أن 20٪ من المهمة يكون مسؤول عن 80٪ من إتمامها.
  • تلك القاعدة تطابق إلى حد ما المثل الصيني القائل” رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”.
  • حتى تتخلص من التسويف والمماطلة، يمكنك البدء بالمهام الصغيرة أولًا.
  • يمكنك ممارسة نظام الجبن السويسري، من المعروف أن هذا النوع من الجبن مليء بالفجوات، لذا في حال قمت بإنجاز مهمة صغيرة يوميًا، سوف تجد نفسك في نهاية المطاف قد أتممت المهمة بأكملها.
  • فمثلا إذا كنت ترغب في تأليف كتاب ما، في حال قمت بكتابة صفحة واحدة يوميا، سوف تجد نفسك خلال عام قمت بكتابة 365 صفحة.
  • ربما النصيحة التالية عكس الخطوة السابقة، وهي أن تبدأ بالمهام الصعبة أولاً، هناك دراسة أجريت على مجموعتين من الأشخاص المجموعة الأولى كانت تقوم بإنجاز المهام الصعبة في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة أما المجموعة الثانية كانت تقوم بإنجاز المهمة مساء بعد الانتهاء من أوقات العمل الرسمية.
  • خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين قاموا بإتمام المهام في الصباح هم أقل عرضة للتسويف من المجموعة التي قامت بالبدء في إتمام المهام في المساء.
  • قم بتحديد 15 دقيقة يوميا من وقتك للقيام بمهمة معينة، يمكنك تحديد موعد مع نفسك والالتزام به، سوف تحصل على أكبر استفادة من تلك التقنية.
  • يمكنك التفكير في مدى الاستفادة التي سوف تحققها عند إتمام المهام وإنجازها وعدم تسويفها والنجاح الذي سوف تحققه جرّاء ذلك.
  • يمكنك اتباع نظام التحفيز والمكافأة، بمعنى أن تكافأ نفسك في حال التوقف عن التسويف، مثل مشاهدة فيلم مفضل لك أو يمكنك مشاهدة أحد قائمتنا حول أفلام تحفيزية للنجاح.

كانت تلك بعض الخطوات العملية التي تساعدك في التخلص من التسويف يمكنك الالتزام بها.

ما هو علاج التسويف والمماطلة باختصار؟

يمكنك اتباع الخطوات التالية من أجل التخلص من التسويف والمماطلة:
ضع قائمة بالمهام المطلوب إنجازها، حدد أولوياتك الأهم فالمهم، قم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة، خصص وقت ومكان للعمل، التخلص من مصادر التشتيت، البدء بالمهام الصعبة، الابتعاد عن المثالية.

ما معنى التسويف والمماطلة؟

التسويف والمماطلة يعني تأجيل المهام من يوم لآخر أو من ساعة لأخرى، وفي العادة يكون التسويف عبارة عن تأخير المهام حتى آخر موعد محدد للانتهاء منها وعدم الاستفادة من الوقت الكامل المخصص لها أو الانتهاء منها باكراً والبدء في مهمة أخرى.
وبشكل علمي فإن التسويف عبارة عن فشل في إدارة الوقت والذات والتنظيم مما يترتب عليه تأخير أو تأجيل المهام الأساسية بشكل غير عقلاني.

اضف تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول