مصري يحصل على الأوسكار .. تعرف على قصة حياة رامي مالك
فاز الممثل الأمريكي من أصول مصرية ” رامى مالك “بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في حفل توزيع الجوائز الحادي والتسعون عن دوره في فيلم Bohemian Rhapsody أو “الملحمة البوهيمية”، وهو أول مصري أمريكي يفوز بمثل هذه الجائزة، وقد حاز رامي مالك سابقًا على جائزة جولدن جلوب عن دوره في نفس الفيلم، وسنتحدث عن الفيلم في الفقرة الأخيرة من المقال.
من هو رامي مالك؟
رامى مالك هو ممثل أمريكي ذو أصول مصرية، درس في مدرسة Notre Dame الثانوية حتى تخرج منها في عام 1999، ومن ثم أكمل دراسته في المسرح في جامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا وحصل على شهادة في الفنون الجميلة، و بعد تخرجه بمدة حصل على أدوار صغيرة في برنامج Medium وبرنامج بنات غيلمور، وعمل رامى فى مطاعم مدينة هوليوود وكان يقوم بتوصيل الطلبات للمنازل حتى يوفر الأموال اللازمة لنفقاته الأساسية، و هذا لم يكن امرًا سهل ابدًا بالنسبة له، فكان له سقف أحلام أعلى وهو أن يعمل في هوليوود وليس في مطاعمها.
اقرأ ايضاً قصة حياة العراب أحمد خالد توفيق وأهم أعماله
أصول رامى مالك المصرية
ولد رامى لآباء مهاجرين من مصر، الاب سعيد مالك والام نيللى عبدالملك، ولديه أخ توأم يكبره بأربع دقائق يدعي سامي يعمل كمدرس، ولديه اخت تدعى ياسمين تعمل كطبيبة.
والده كان يعمل كمرشد سياحي للزوار من الغرب والبلاد الاوروبية، وهذا ما جعله يُعجب بثقافاتهم واتخذ قرار الهجرة الي بلدة شيرمان اوكس في ولاية كاليفورنيا، وكان لزوجته نيللى عبدالملك أقارب تقطن في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاموا بمساعدتهم على الهجرة إلى أمريكا في عام 1979.
ولد مالك في أمريكا وتربي وسط عائلة تعتنق الديانة المسيحية الأرثوذكسية، وكان يتحدث اللغة العربية حتى سن الرابعة، حاول سعيد مالك “والده” أن يجعل رامى واخوته سامى (اخوه التوأم) وياسمين يرتبطون بأصولهم المصرية فكان يجعل رامي واخوته يتحدثون في مجالس العائلات الناطقة باللغة العربية هناك في الولايات المتحدة والتحدث من حين لآخر إلى عائلته المقيمة في مدينة سمالوط بصعيد مصر.
أعمال رامي مالك الفنية
حصل رامي على أول أدواره في عام 2004 في المسلسل التليفزيوني Gilmore Girls عندما حصل على دور كضيف في واحدة من حلقات المسلسل، وفي عام 2005 ظهر في حلقة من مسلسل Medium وقدم اختبار الأداء للبرنامج التليفزيوني The War at Home.
وفي عام 2006 قام رامي مالك بالتمثيل في فيلم Night at the Museum، فقدم دورًا مستوحى من أصوله المصرية كفرعون يسمي اخمن رع، وظهر ايضًا في الاجزاء الاخرى من الفيلم ذاته بنفس الدور Night at the Museum: Battle of the Smithsonian الذي تم إصداره عام 2009، و Night at the Museum: Secret of the Tomb الذي أصدر عام 2014.
وفي عام 2007 ظهر رامي مالك في العرض المسرحي The Credeaux Canvas على خشبة مسرح Elephant في لوس أنجلوس، وفي عام 2010 قدم دور صغير كإرهابي انتحاري يدعى ماركوس الزكار في الموسم الثامن من مسلسل 24.
وايضًا في عام 2010 قام بتقديم دور القائد PFC Merriell ‘Snafu’ Shelton في سلسلة HBO المستوحاة من الحرب العالمية الثانية، وبعد هذه الدور تلقي نقد سلبي، و عندها قرر العيش في الأرجنتين لفترة من الزمن، ليعود في عام 2011 بأداء دور الطالب الجامعي Steve Dibiasi في فيلم Larry Crowne، وهذا بعد أن اجتمع رامى مالك مع المنتج التنفيذي للفيلم و الممثل المعروف توم هانكس، والذي كان معجبًا بأداء رامى بشكل يدعوا للتفائل في موهبته الفنية.
بعد ذلك قام رامي مالك بتقديم أدوار ثانوية في الكثير من الأفلام الكبرى، وأعلن أنه قد حصل على دور مصاص دماء يدعى Benjamin مصري الاصل، في الجزء الأخير من فيلم The Twilight Saga: Breaking Dawn 2، وفي عام 2013 قام بأداء دور موظف يدعي Nate تم تعيينه حديثًا في مأوي لليافعين في فيلم Short Term 20، وقام بالتمثيل مع بري لارسون، وفي هذا الوقت ايضًا ظهر في اثنين من افلام Spike Lee.
وكان لرامي أدوار ثانوية في الفيلم المرشح للأوسكار The Master، وكذلك في فيلم Aint Them Bodies Saints ، وايضًا في فيلم Battleship، كما أن رامي ظهر في لعبة الفيديو “Until Damn” التي صدرت في عام 2015 على منصة بلاي ستيشن 4، كشخصية Josh وهو أحد الشخصيات الرئيسية في اللعبة.
من أدوار ثانوية إلى بطولة مطلقة
بعد فترة طويلة من قيامه بأدوار ثانوية وصبر كبير حصل رامي مالك على الدور الرئيسي الأول له في مسلسل الدراما الحائز على الكثير من الجوائز Mr. Robot حيث قام بأداء دور قرصان الكتروني “هاكر” حيث يقوم بقرصنة واختراق واحدة من أكبر الشركات العالمية والتي كان لها دور في وفاة والده ووالدة صديقة طفولته والتي تعمل معه في نفس المجال.
اقرأ كذلك تعرف على فوائد أفلام الرعب وأسباب حب البشر لها
عرض أول حلقة من المسلسل في 24 يونيو من عام 2015، وقام بالدور لمدة أربع مواسم للمسلسل، وبسبب أدائه الممتاز حصل على ترشيحات لجائزة جولدن جلوب و Satellite وجائزة Dorian وجائزة Screen Actors Guild، و فاز بجائزة Emmy عن أفضل ممثل متميز في سلسلة مسلسلات درامية و جائزة Critics’ Choice Television لأفضل ممثل في سلسلة درامية.
وفي شهر أغسطس من عام 2016، اعلن رامي مالك انه سيلعب دور Louis Dega مع شارلي هنام في فيلم إعادة إحياء لفيلم Papillon الذي صدر عام 1973.
في شهر سبتمبر من عام 2016، قام بتصوير فيلم فيلم Buster’s Mal Heart، وهو الفيلم الأول لرامي مالك الذي يلعب فيه دور البطولة، حصل الفيلم على الكثير من الآراء الإيجابية عند عرضه في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF)، وفي هذا الفيلم يقوم رامي مالك بدور شخصيتين هما يونان و Buster، واخيرًا قيامه بفيلم Bohemian Rhapsody الذي سنتحدث عنه الآن حيث حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيسي عن هذا الفيلم.
فيلم Bohemian Rhapsody
هو فيلم سيرة ذاتية يتحدث عن المغني البريطاني فريدي ميركوري الراحل، والذي كان عضو في فرقة الروك البريطانية “Queen“، والذي كتب اغنية Bohemian Rhapsody وهذه هي الاغنية التي يتمحور حولها الفيلم، الفيلم يحكي قصة الاغنية ويوثق أحداث السنوات التي جعلت فرقة كوين تظهر بشكل اسطوري في الحفلة الموسيقية التابعة لإذاعة (Live Aid) في عام 1985.
اقرأ كذلك أفضل 10 أفلام ينتظرها عشاق السينما في عام 2019
و بعد هذه الفيلم و كما نري، فالفنان العالمي رامي مالك تربع على عرش السينما العالمية بعد تتويجه بجائزة الأوسكار لعام 2019، ونرى فرحة الجميع بحصوله على الجائزة، مشاهير هوليوود والممثلين العرب والمصريين تحديدًا لديهم فرحة عارمة بحصول رامي مالك علي جائزة الأوسكار بسبب أصوله المصرية، وبالطبع دور رامي مالك في الفيلم سيجلب له الكثير من الأدوار والأعمال السينمائية في السنوات القادمة.
وفي النهاية هذا ما قاله رامي مالك عن دوره في الفيلم
“وافقت على أداء دور فريدي ميركوري فوراً، وبعد دقائق رحت أفكر، ماذا فعلت؟ هذا امر جنوني”. “كنت أنظر إلى المشاهد المصورة عنه و ادائه الرائع، كان بمثابة بطل خارق بالنسبة لي، وكانت الطريقة الوحيدة لنزع هذه الهالة عنه هي بالقول إن ثمة إنسانا وراء البطل الخارق”.
رامي مالك واحداً من أبناء المهاجرين المصريين، حيث استطاع هذا الشاب من أصول مصرية تحقيق أنجازاً فنياً يحلم به أي فنان في العالم، وذلك بسبب توفير مناخ جيد يساعد الأشخاص وخاصةً الشباب على تحقيق نجاحات شخصية تساهم في تقدم وازدهار المجتمع والدولة، فهل سنرى هذا المناخ في بلادنا العربية وخاصةً مصر يوماً ما ؟