تعرف على فوائد أفلام الرعب وأسباب حب البشر لها
دعنا نبدأ بهذه المسميات (زومبي، قتلةٌ متسلسلون، مصاصو دماء، تعذيب حتى الموت، أشباح وجن يتلبس البشر) أنها أفلام الرعب، كما تبدو هذه المسميات مخيفة، أليس كذلك؟ ولذا سيكون من المنطقي أن نقول بأن الناس تكره هذه الأشياء، وبالتالي تكره رؤيتها، ولكن الحقيقة غير ذلك!.
فالمشاهد السينمائية التي تحوي هذه الأشياء يعشقها الكثير من الناس، ولا يترددون كثيراً للدخول إلى السينما لمشاهدة فيلم يحتوي على أكثر هذه العناصر رعباً وإثارةً للخوف! لذا ما السبب؟ لمذا يحب البشر أفلام الرعب رغم انها تخيفهم؟ لماذا يذهب الناس لرؤية أشياء في السينما قد لا يتمنون مطلقاً رؤيتها في الواقع؟ وهذا ما سنعرضهُ بشكل مجمل في هذا المقال.
اقرأ كذلك فيلم الأصليين … عن ضياع المعنى من حياتنا ورفض الواقع
بداية ظهور أفلام الرعب
لعل القصة بدأت مع الممثلة ماريون كرين عندما إقترب منها الشبح وهي تستحم، وضربها بالسكين ومن ثم يختفي دون أي أثر، كان هذا أهم مشهد في فيلم سايكو Psycho لعام 1960، والذي يعتبره النقاد علامةً فارقةً في تاريخ أفلام الرعب.
حيث استطاع الفيلم أن يقوم بنقل مشاعر الخوف من الشارع المجاور لك أو المكان المهجور الذي تخاف من المرور بجواره، إلى داخل منزلك وحتى إلى سريرك، حيث بدأ الناس بالشعور بمشاعر الخوف تأتي إليهم في أكثر الأماكن أمناً بالنسبة لهم وهو المنزل، ومن هنا بدأت قصة العشق لأفلام الرعب لدى الكثيرين.
ولكن ما الدليل على أن الناس أحبوا أفلام الرعب بهذا الشكل؟ إليك هذا الرقم، ففي عام 2017 تفوقت أفلام الرعب في شباك التذاكر الأمريكي، حيث يشكل الشباب بين عمر 15 إلى 30 عاماً نسبة 60% من المشاهدين في الولايات المتحدة، بينما تزيد نسبة المشاهدين الإناث عن الذكور بما يعادل 49% إلى 47%، ولكن ما التفسير لهذا الإقبال الكبير من البشر على أفلام الرعب ؟
تفسيرات علمية لولع البشر بأفلام الرعب
قديماً اعتبر الفيلسوف اليوناني أرسطو أن إهتمام البشر و حبهم لسماع قصص الرعب والعنف، ما هو إلا شكلاً من أشكال التعبير عن المشاعر السلبية، وحديثاً أثبتت العديد من الدراسات أن مشاهدة أفلام الرعب والأفلام التي تحتوي على مشاهد العنف تعمل بشكل كبير على زيادة معدلات المشاعر العدوانية لدى الشخص، وذلك على الرغم من أنها تعمل على تقليل مخاوف الإنسان بالأخص عندما ينجو البطل في نهاية الفيلم، ولكن السؤال هنا لماذا تحظى أفلام الرعب بهذه الشعبية الكبيرة؟
قام عالم النفس مارك زوكرمان بالجواب عن ذلك السؤال، حيث قال أن السبب وراء الشعبية الكبيرة التي حققتها أفلام الرعب، هو أن البشر إعتادوا عليها بشكل كبير، وشبَه ذلك بسعي الهواة للقفز بالمظلات من ارتفاعات كبيرة، بهدف الحصول على أكبر قدر من الإثارة.
ولعل هذا التفسير يبدو منطقياً وواضحاً بشكل كبير إذا ما أخذنا في الاعتبار سلسلة الأفلام SAW، وهي من أفلام الرعب الأكثر نجاحاً، والتي جعلت مشاهد تعذيب الضحية ومشاهدتها تنزف حتى الموت ما هو إلا أمر إعتيادياً وغير مخيف بالنسبة للمشاهد، بل قد يتعاطف بعض المشاهدين مع الشخصية الشريرة في الفيلم.
ولعل من التفسيرات الأكثر منطقية لهذا النجاح الذي حققته أفلام الرعب، هو قاعدة “كسر الملل”، حيث استطاعت أفلام الرعب أن تكسر الرتابة الموجودة في عالم السينما، فلم تعد النهايات سعيدة في كل مرة، كما أن الأبطال قد يكونون أشراراً وقلتلةً مأجورين، بل وفي أحيان كثيرة قد يموت البطل في نهاية الفيلم بشكل وحشيَ ومخيف.
الإنتقادات الكثيرة لأفلام الرعب
كثيراً ما كانت أفلام الرعب محط العديد من الإنتقادات، ولعل أبرزها الإنتقادات التي يوجهها نشطاء حقوق المرأة، وأحد مبرراتهم وراء ذلك أن الضحايا الإناث يظهرن في حالات خطر طويلة زمنياً مقارنةً بالضحايا من الذكور، ولعل هذا ما يراه المنتقدون يعزز الآراء التقليدية تجاه المرأة باعتبارها عاجزة، كما تعمل على زيادة معدلات السلوك العدواني تجاه النساء.
اقرأ كذلك تعرف على أفضل الأفلام الرومانسية لعام 2018
ما الذي يخيف في أفلام الرعب ؟
لعل طبيعة الشئ الذي يخيف الإنسان من أفلام الرعب تختلف من شخص إلى آخر، حيث يتعلق ذلك الأمر بجينات الشخص وفطرته والطبيعة التي نشأ فيها، فعلى سبيل المثال كانت أولى هواجس الإنسان القديم والتي دلت عليها آثار أحفورية، هي أن يجد الشخص نفسه قد تحول لوجبة طعام لغيره من الكائنات، وهذا يحاكي أفلام الرعب في الوقت الحالي وأيضا حالات التعرض للافتراس والمطاردة من قبل حيوان مفترس.
وفي الوقت الحالي كثيراً ما تظهر مشاهد الخوف لتركز على أحاديث الجانَ وأفعالهم وأصواتهم، والتركيز على فكرة الأشباح والشياطين التي تستطيع مراقبتك و مطاردتك، وبالإضافة إلى ذلك قام عدد كبير من أفلام الرعب بتحويل الجسد البشري إلى مادة للرعب المفرط في الإيذاء، مثل الزومبي الميت الحي أو مصاصي الدماء، وأكثر من ذلك إظهار مصادر للسعادة مثل المهرج ودمى الأطفال، كمصدر للرعب الحقيقي.
ولعل من الحقائق المخيفة حول أفلام الرعب هي أنك عندما تشاهد فيلم زومبي ستجد نفسك أكثر خوفاً من غدر وخيانة البشر لبعضهم.
فوائد أفلام الرعب
كنا قد ذكرنا بالأعلى أحد هذه الفوائد لمشاهدة أفلام الرعب وهي أنها تعمل على تقليل مخاوف الإنسان بشكل كبير في الحياة اليومية، وبشكل خاص عندما يكون بطل الفيلم يتعرض للخوف والرعب طوال الفيلم، بينما يدخل في النهاية في حالة من الأمن والإستقرار، ولكن الفائدة الأخرى لأفلام الرعب قد تبدو أكثر غرابة!.
فرغم كل هذه المشاكل التي تدور حول أفلام الرعب، فإن مشاهدةُ أفلام الرعب ليست مضرَةٌ في جميع الحالات، فوفقاً لدراسة حديثة فإن مشاهدة فيلم رعب واحد، تساعد على فقدان السعرات الحرارية التي تكتسبها من تناول لوح صغير من الشوكولاته! قد يبدو الأمر غريباً ولكن هذه حقيقة قد تجعل البعض يعيد التفكير في مشاهدة أفلام الرعب، بل قد يكون السؤال هل تذهب للنادي الرياضي أم تجلس وتشاهد فيلم رعب؟.