كيف تصبح متفائلًا وسعيدًا في حياتك؟ 6 أمور تعزز التفاؤل في حياتك
تمضي الحياة بنا بالعديد من التقلبات والضغوطات والصعوبات، وبدون التفاؤل لن نستطيع تجاوز الأوقات الصعبة، فقد أثبتت الدراسات التي قام بها علماء النفس أن التفاؤل عبارة عن خصلة طبيعية ومهارة مكتسبة في آن واحد، وهو يرتبط بمرونة التصرف، واتباع أساليب تأقلم فعالة، بالإضافة إلى التحلي بالإيجابية في أوقات المِحن.
في الواقع، يمكن أن يكون التفاؤل المثمر خاصية ضرورية جدًا من خصائص القادة.
ما هو التفاؤل؟
هو عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج، أو النظر للحياة بشكل عام بطريقة إيجابية.
ونظرية الكوب المملوء بالماء حتى المنتصف توضح الفارق ما بين التفاؤل والتشاؤم، إذ يرى المتفائل الماء الذي في نصف الكوب، أما المتشائم فلا يركز إلا على الجزء الفارغ.
كيف أكون متفائلًا وسعيدًا في حياتي؟
إليك 6 أمور عليك فعلها لتعزيز التفاؤل المُثمر في حياتك:
توقف عن التفكير السلبي
عندما تتسلل إلى عقولنا بعض الأفكار التي تشعرنا بالقلق، فينبغي لنا أن نتجاهلها فورًا حتى نشعر بالتفاؤل. يستخدم الرياضيون هذا الأسلوب من أجل تحويل تركيزهم العقلي بعيدًا عن التوقعات السلبية بالخسارة، أو تزعزع الثقة بالذات. وبرغم أن هذا الأسلوب صعب التطبيق، لا سيما في المواقف الحرجة، فإنه في غاية الأهمية.
تمتع بالإيجابية
أظهرت البحوث أن المتفائلين يبتكرون طرقًا أكثر إيجابية في رؤية الأحداث المخيّبة للآمال، ويعيدون غالبًا تشكيلها من جديد، إذ إنهم يعدون التحديات بمنزلة الفرص. وقد عُرف عن ستيف جوبز نظرته الإيجابية تجاه إقالته من شركة أبل، إذ قال في خطابه في حفل تخريج في جامعة ستانفورد: “لم ألحظ الأمر في البداية، لكن اتضح فيما بعد أن الإقالة من أبل كانت أفضل شيء حدث معي، إذ تحوّل ثقل مسؤولية النجاح إلى رشاقة الشخص المبتدئ، وقد حررني ذلك من القيود لأباشر أهم مرحلة للإبداع في حياتي”.
كافح لإيجاد الحلول واستعادة السيطرة
إن محاولاتنا التحكم في أنفسنا وإدارتها عوضًا عن الاستجابة ببساطة إلى المؤثرات الخارجية، تسمح لنا باستعادة السيطرة بسرعة أكبر في المواقف الصعبة. ويجدر بك في مثل تلك المواقف أن تفكر بتفاؤل في جميع الحلول الممكنة، إذ إن مهارة إيجاد الحلول بفعالية تمنحك شعورًا بالطمأنينة وتساعدك على التفكير بصورة مثمرة. وقد أشارت الدراسات إلى أن 85% من الأمور التي تشعرنا بالسعادة تنشأ من كيفية تعاملنا مع المشاكل والاستفادة بصورة مثلى من تجاربنا وأخطائنا.
تعلم من إخفاقك
عليك أن تعلم أن كل خطأ أو انتكاسة أو إخفاق نواجهه يقدم لنا درسًا نافعًا، وقد اكتشفت مؤخرًا الأستاذة في كلية هارفارد للأعمال، إيمي إدموندسون، أن معظم المسؤولين التنفيذيين يؤمنون بأن التعلم من الإخفاق يتضمن التأمل في المواقف التي أخفق فيها المرء، خصوصًا مواضع الخطأ والعمل على تفادي حدوث هفوات أو انتكاسات مماثلة في المستقبل. ليس بالإمكان تجنب ذلك في جميع الظروف، لكن التفكير مليًا في أسباب الخطأ يضيف إلى خبرة الإنسان وحكمته، ويجعله قادرًا على معالجة الأزمات وصنع التفاؤل والشعور به باستمرار.
انشر الأمل
تشير البحوث إلى ضرورة أن يبعث القادة الأمل في نفوس الآخرين، وأن يتمتع بالمرونة حيال القضايا الصعبة والمهمة، إذ إن مرؤوسيهم يتعاملون بشكل أفضل مع المواقف السلبية، حينما تسود الثقة أجواء العمل.
قال رودولف غيلياني إن “التفاؤل هو الأداة السحرية التي تجذب الناس إليك، إن كانوا مؤمنين بأنك تملك الإجابة عن أسئلتهم”. كما يحث غيلياني القادة على إطلاع الآخرين على المشكلات القائمة واقتراح الحلول في مناخٍ من التفاؤل.
كن واقعيًا
يؤكد علماء النفس أن سمة الواقعية شرط أساسي كي تزرع التفاؤل المثمر في حياتك، فقد يؤدي الإفراط في التفاؤل إلى مشكلات لا تُحمد عقباها، مثل الإخفاق في إدراك المخاطر المحدقة. تقول الكاتبة باربرا إيهرينرش في كتابها (كيف أدى الترويج المفرط للتفكير الإيجابي في تقويض أميركا)، إن كل واحد منا بحاجة إلى أخذ الحيطة والتحلي بالواقعية، ينبغي لك تجنب التفاؤل إذا كان سيتسبب في تجاهل العلامات التحذيرية على وجود مشكلات حقيقية، وعليك مواجهة الواقع بمنظور إيجابي، ولكن دون إهمال مواضع الخطر.
فوائد التفاؤل النفسية والجسدية
للتفاؤل العديد من الفوائد سواء فوائد نفسية أو جسدية:
تقوية الجهاز المناعي
أكّدت العديد من الدراسات التي أُجريت أن الإنسان المتفائل يتمتع بمناعة مضاعفة عن الإنسان المتشائم، لأن جسمه يفرز بعض الأنواع من الهرمونات التي تساعد على زيادة كفاءة الجهاز المناعي.
تمنح الشعور بالسعادة
حين تملأ مشاعر التفاؤل قلب وعقل الإنسان، تمنحه الشعور بالسعادة، لأن الشخص المتفائل ينظر للأمور بطريقة إيجابية، ولا يكترث للسلبيات أو يجعلها تؤثر في حياته.
القدرة على مواجهة المواقف الصعبة
من أهمية التفاؤل في الحياة، أنه يمدك بالقوة لمواجهة كل المواقف الصعبة والعراقيل التي تمر بها سواء في حياتك الشخصية أم في العمل، ويساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك.
تحسين النوم
قارنت إحدى الدراسات بين مجموعتين من المتفائلين والمتشائمين، وتبين أن المجموعة المتفائلة تمكنت من النوم لمدة أطول بعد مواجهة الصعوبات من دون أي توتر.