مخاطر قلة النوم على حياتك وكيف تتجنبها وتحسن من طريقة نومك!
يعتقد الكثير منا أن النجاح فى العمل هو أن تظل أطول فترة ممكنة تعمل وأن تتأخر فى العمل الى ساعات متأخرة وأن تسهر الليل على إنهاء المهام وتتناول معها الكثير من القهوة، ربما تمثل هذه الصورة هدفاً للبعض يحاول الوصول إليها.
ولكن فى الحقيقة أنك بهذه الطريقة تتبع طريق مدمر لصحتك وجسمك بشكل أو بآخر، حيث أن العمل بشكل مرهق لفترات طويلة ربما يكون له العديد من الآثار على تركيزك وإنتاجيتك وصحتك بشكل عام.
مثال على مخاطر قلة النوم
ففي عام 1999 تحطمت طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1420 على مدرج مطار ليتل روك فى Arkansas لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف حول الرحلة فهذه الرحلات التي تمر عبر البلاد هي رحلة روتينية بشكل كبير، وهذا النوع من الرحلات يقوم به كل طيار في العالم مئات المرات في حياتهم المهنية. كانت الطائرة تعمل على أكمل وجه. ومع ذلك فقد قتل 11 شخصا من بينهم القبطان وأصابوا أكثر من مائة آخرين، بعد إجراء بعض التحقيقات استنتج أن الطيارين كانوا يعانون من الإرهاق الشديد ولم يكونوا فى كامل حالتهم الذهنية لكي يتعاملوا مع التغيرات التي حدثت من حولهم وفشلوا في تفعيل نظام الهبوط الاضطراري وهو جهاز في الطائرة يساعد في الهبوط.
بالطبع ليس جميعنا طيارون في مجال الطيران ولكن فكروا في ذلك كم مرة سمعتم عن حوادث سيارات قاتلة سببها سائق متعب أو عدم اهتمام إنه شائع للغاية وتشير التقديرات إلى أن 100000 حادث سيارة يحدث في السنة لأن السائق كان يعاني من الإجهاد.
لماذا ننام أقل الآن؟
لقد تطورنا كبشر فى الآونة الأخيرة بشكل كبير،فقد بقينا لعدة قرون نعيش فى نظام ثابت مثل العديد من الكائنات الأخرى بحيث يكون النهار للعمل والليل للسكون والنوم ولكن ومع إختراع الإضاءة الإلكترونية أنشأنا بيئات يمكننا من خلالها البقاء باستمرار في ظروف الإضاءة الساطعة، سواء كانت في منتصف الليل أو في منتصف اليوم. ما هو أسوأ من ذلك لقد تم إكتشاف أن الضوء المنبعث من شاشة LED هذا النوع على هواتفنا أو أجهزتنا اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر أو التلفزيون يبطئ أو يوقف الميلاتونين وهو هرمون في الدماغ يمكننا من النوم. نتيجة لذلك إما من خلال سلوكنا أو أجهزتنا فإننا نحصل على نوم أقل مما نحتاجه من أجل أن نستطيع العمل بشكل جيد طوال النهار، وبدأنا نرى العديد من الحوادث التى تحدث نتيجة الإرهاق وعدم أخذ القسط الكافى من النوم.
هناك العديد من الدراسات في الآثار الناتجة عن الحرمان من النوم وتقريبا كلها تظهر أنها عادة مدمرة للغاية. يمكن أن تتراوح الأعراض من صعوبة التركيز إلى مخاطر أكبر للإصابة بأمراض مثل القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. فمن خلال عدم النوم بالقدر الذي نحتاجه يمكننا أن نضع أنفسنا في خطر كبير.
المخاطر ليست مرتبطة بالصحة فقط. يمكن أن يكون حرمانك من النوم ولو بشكل طفيف له تأثيرًا كبيرًا وكارثيًا على إنتاجيتك. لقد تبين أن فقدان 90 دقيقة من النوم يمكن أن يقلل من اليقظة والتركيز بمقدار الثلث. إذا كنت تعمل في بيئة عالية الضغط وتحتاج منك تركيز بشكل كبير، فمن مخاطر قلة النوم التعرض لتأثير كبير على إنتاجيتك بل قد يعرضك للوقوع فى العديد من الأخطاء أثناء فترة العمل.
تعديل صغير فى طريقة نومك يمكن أن يغير الأمور
قم بإجراء تعديل صغير في عادة نومك فمن خلال إضافة مدة صغيرة تصل إلى 15 أو 30 دقيقة الى وقت نومك، يمكن أن تحدث فرقا كبيرا على مستوى الطاقة في اليوم التالي طبعا هذا لمن لا يحظى بالقسط الكافي من النوم .
حاول إضافة 15 دقيقة من النوم تدريجياً إلى جدولك اليومي كل يوم. إستمر فى هذا حتى تشعر بالراحة الكاملة في صباح اليوم التالي. بحلول ذلك الوقت سوف تعرف بالضبط كم من النوم تحتاج لكى تشعر بالنشاط. عندما تدرك الوقت الذي تحتاجه للنوم للحصول على طاقة كافية ، التزم بذلك الوقت.
قد تجد نفسك مندهشًا من مدى تأثير تعديل صغير على نمط نومك. إن الحفاظ على نمط نوم صحي يساعد على البقاء في حالة يقظة وانتباه جيدين كما يزيد من إنتاجيتك طوال اليوم، وبذلك تتجنب الوقوع في مخاطر قلة النوم