راود حلم الطيران كثيرين منذ فجر التاريخ، ولعل محاولات كثيرة باءت معظمها بالفشل لأشخاص حلموا بالتحليق عاليا قبل قرون كثيرة دفعت الإنسان إلى عدم الاستسلام وملاحقة حلم الطيران والذي كلل في النهاية بالنجاح.
لكن بين أولى محاولات التحليق كطائر باستخدام الأساليب البدائية وبين أساليب اليوم شديدة التطور هناك مسيرة مضنية استمرت لمئات السنين، نعرض هنا صورة مصغرة ولمحة سريعة على مسار التطور لمحاولات الإنسان للطيران.
اقرأ كذلك الاخوان رايت … وأختراع الطائرة
تاريخ تطور الطائرات
الطائرة هي مركبة جوية أثقل من الهواء، تحلق شراعيا أو بمحرك واحد أو أكثر، يمكنها الطيران في الهواء اعتمادا على قوة الرفع المتولدة من أجنحتها، أو عن طريق قوة سحب الهواء.
قام العالم الأندلسي عباس بن فرناس بصنع جناحين في أول محاولة للطيران في التاريخ عام 887 ميلادية والتي كانت الخطوة الأولى في تاريخ البشرية نحو الطيران، ثم سجلت أول محاولة لطيران إنسان بإستخدام آلة أخف من الهواء وكان ذلك في عام 1783 ميلادية بفضل جهود جان شيريل والأخوان مونقولفيى.
وفي عام 1903 ميلادية نجح الأخوان رايت في تحقيق أرقام قياسية للتحليق بآلات أثقل من الهواء، وسجلا أطول مدة للطيران حينها وهي 75 دقيقة، والتي تعتبر المحاولات الأولى للطيران بالصورة التي توجد في حياتنا اليوم.
في عام 1909 ميلادية كان لويس بليريو هو أول من عبر بحر المانش جوا، وفي عام 1915 ميلادية صنعت أول طائرة بالكامل من المعدن ذات جناح كابوللى في ألمانيا وكانت تسمى يونكرز ج-1، وفي عام 1927 ميلادية ظهرت طائرة طائرة النقل الشهيرة لوكهيد فيجا ذات المحرك الواحد.
ونجحت أول محاولة لطائرة بمحرك نفاث في ألمانيا وذلك في عام 1939 ميلادية، وفي عام 1947 ميلادية قام تشارلز بيركر الأمريكي بأول طلعة بالطائرة الصاروخية بيل إكس 1 متخطيا بها سرعة الصوت.
وفي عام 1958 ظهر العملاق بوينج 707 وذلك كأول طائرة نقل تعمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وفي عام 1969 قام الطيارون الروس باختبار أول طائرة نقل في العالم تتخطى سرعة الصوت وهي الطائرة تي يو 144.
وفي عام 1976 دخلت طائرة النقل كونكورد والتي تتخطى سرعة الصوت في خدمة المسافرين، وفي عام 1995 استخدمت الطائرة بوينج 777 لخدمة المسافرين والتي تعد أكبر طائرة نفاثة ثنائية المحركات في العالم.
اقرأ كذلك التفكير العلمي و مفهومه وكيفية إستخدامه فى حياتنا اليومية
نظرة على مستقبل الطيران
وبطبيعة الحال لم يتوقف التطور في الطيران عند هذا الحد ولكن رأينا مؤخرا ولا نزال نرى ظهور العديد من الطائرات بتصاميم جديدة وسرعات خيالية ولعل أبرزها ما تطرحه الآن شركة بووم، وهي شركة أمريكية ناشئة تسعى الى صنع طائرات جديدة سابقة للصوت والتي ستحلق بسرعة 2333 كيلومتر في الساعة أي ما يعادل ضعف سرعة الصوت.
وبطبيعة الحال لن يتوقف التطور التكنولوجي في صناعة الطائرات عند حد معين وذلك وفقا لما نعيشه الآن من ثورة في مجال التكنولوجيا بشكل عام، فبالتأكيد نطلع الى رؤية المزيد من التقدم في مجال النقل والطائرات على وجه الخصوص.