أفلام هاري بوتر تلهمنا دروس في علاقات الحب والصداقة
ترك هاري بوتر بسلسلة أفلامه وكتبه تأثير كبير على شخصيات الكثير من الشباب والأطفال حول العالم واكتسبوا منه ومن مغامراته العديدة من المعاني والسمات الشخصية كأهمية الصداقة وجمال الدعم من الأقارب والأصدقاء، وتقبل الاختلاف والمواجهة وعدم الخوف والقوة أمام كل ما يقابلنا والأجمل والأفضل كانت الجرأة والبحث عن كل ما يثير فضولنا.
لذا تحمل تلك السلسة التي بدأت من 2001 حتى 2011 ، الفضل في تشكيل عدة دروس حياتية مختلفة، فلنكمل تلك التجارب بأهم الدروس التي ألهمتنا بها أفلام هاري بوتر في العلاقات وأهميتها.
ليس من الضروري أن تكون الإنطباعات الأولى هي الأصح.
عادةً من الأفضل ألا نحكم على الشخص من أول انطباع عنه لأنه قد يتحول لأقرب أصدقائنا فيما بعد حتى إذا تفهمنا الأمر بشكل خاطئ في البداية، والعكس إذا أحببنا أشخاص جدا من البداية ووثقنا جدا بهم قد ينقلبوا لأسواء أشخاص مروا علينا في الحياة.
ولكن بالمعنى الأجمل مثلما حدث مع رون وهيرموني اللذين مرت عليهم السنة الأولى في عدة خلافات جعلت إنطباعاتهم عن بعض سيئة حتى تحول الأمر فيما بعد للعكس تماماً وأحبوا بعضهما حبًا كبيراً، كما حدثت المواقف نفسها مع جيمس وليلي بوتر قبل أن تجد حب حياتها..
فعادة يتعلق الحب بالنضوج القلبي والعقلي معاً مع حدوث بعض التفاصيل التي قد تكون صغيرة في عدة مواقف مختلفة فتتحول العلاقات تماماً.
اقرأ: 13 من أهم وأفضل افلام شاروخان المفضلة لدى عشاق السينما
الاختلافات والآلام جزء من الحياة
وهذا ماحدث في سلسلة أفلام هاري بوتر حيث تناول علاقات الصداقة والحب بكل واقعية بما يحدث بها من اختلافات ونقاشات حادة فلم يصورها وردية في كل الاحيان أو على نفس الوتيرة، فمثلاً هاري لم يلتفت لجيني في البداية أو لم يعطيها الاهتمام المنتظر و ليلى كسرت قلب سناب حينما ابتعدت عنه، ورون وهيرموني احتدت بينهم الكثير من المعارك والاختلافات
الحب شئ غير خاضع للمنطق
فمثلا لم يُفضل الكثير فكرة إرتباط رون وهيرموني سواء كانوا من القراء أو من جمهور المشاهدين، ناظرين لعلاقتها بهاري بشكل انسيابي ومنطقي أكثر وأن شخصياتهم متوافقة أو مناسبة، ولكنها تعتبر حسابات منطقية بحته وكأنها شرط أن تكون مدروسة، ولكن ليس من المنطقي أو الضروري أن يخضع القلب لتلك الحسابات مطلقاً.
جمال شخصياتنا ينبع من الحب
من الصعب تغيير الأشخاص لكن في حقيقة الأمر الحب يجعلنا أجمل ويخرج كل ما بداخلنا من طاقة وجمال وتسامح، فتشعر بحب الحياة وكأنك الوحيد الذي يملكها، الحب يجعل الأشخاص تسعى للأفضل وتتحمل الأكثر، ويقلل من كل الصفات السيئة التي غالبا ما يعاني منها الكثير بل أحدهم يغيرها تماماً.
من المستحيل أن يصبح الحب إجباري
أكثر الأحاسيس المؤذية على اللإطلاق في علاقات الحب هي إحساس الطرف الواحد، وهذا من اتضح بعد كل محاولات تعاويذ الحب السحرية لإجبار الطرف الثاني على حب الطرف الأول أو الدخول في علاقة حب غير راغبين فيها، كما حدث مع أم توم ريدل التي ألقت التعويذة التي نتج عنها طفل تخلى عنه أبوه فيما بعد، وتم القضاء على طفولته واصبحت حالته مريرة، وأصبح فولدمورت سيد الظلام، وعلى نفس المنوال عندما استخدمته روميليدا لكي تجعل هاري يحبها وبالطبع فشلت في هذا الأمر.فالحب ينبع من شخصين يتبادلون الإعجاب والمشاعر فتنشأ بينهم قصة الحب وما دون ذلك عادةً يفشل.
الإخلاص واحترام الطرفين هو من يحفظ العلاقات
قد يشكك الكثير في فكرة الحب الأفلاطوني لكن ليست بالضرورة أن تكون تلك العلاقات ارتباط ، فمثلا علاقة هاري وهيرموني كانت ثابتة تماماً وبنيت على الحب والاحترام المتبادل بينهم، فنشأت صداقة خالصة بدون أية تلمحيات مؤذية.. ورغم ندرة الموضوع لكنه ليس مستحيلاً.
الحب غير مرتبط بأشخاص بل بأنفسنا
وجدنا في كتب وأفلام هاري بوتر العديد من العلاقات العاطفية المتنوعة والثنائيات المميزة سواء كانت من هاري وجيني أو رون وهيرموني أو بين جيمس وليلي أو ريموس وتونكس، وجميعها كانت علاقات محتفظة بأخلاقيات لطيفة من الطرفين، ولكن بالنهاية الحب دائماً جزء من معاني أكبر وينبع من أنفسنا نحن لأننا فقط من نختار الحب والسلام أو الحزن والوحدة.
ورغم أن تلك السلسلة علمتنا أن اختيار شريك الحياة أمر ليس بسهل وفي غاية الأهمية، إلا أننا تعلمنا جزء أجمل وهو تنوع الحب، تعرفنا على حب الأصدقاء والعائلة وحتى المجموعات الدراسية.
اقرأ: قائمة بأفضل أفلام رومانسية تم إنتاجها في عام 2018
الحب يعيش دائما
قد يكون الحب أقوى من الموت أحياناً، وإذا كنا من الذين لا يملكون علاقات حقيقية سواء كانت من الحب أو الأصدقاء فنعاني كثيراً، ولكن إذا حظينا بذلك فهوى أقوى من كل صعوبات الحياة وحتى الموت فمثلا ما أنقذ هاري بوتر في البداية كان حب والدته له، وما أنقذه في النهاية كانت ذكريات كل من سكن حبهم في قلبه.. ومثلا كانت ذكرى ليلي بوتر هي التي حركت سناب وجعلته يحمي ابنها حتى النهاية بفعل حبه لها.
بالنهاية وكما قال سيريوس بلاك: “من نحبهم لا يتركونا أبدًا”. فدائماً الحب هو الذي يستمر.