كيف ضاع وقتك؟.. 17 سبباً لإضاعة الوقت وكيفية التخلص منهم ومعالجتهم – ج1

17 سبباً لإضاعة الوقت وكيفية التخلص منهم ومعالجتهم

لا يمر يوم على معظمنا من دون الشعور بإحساس عدم الرضا بما حققناه خلال اليوم، والإحساس بالندم على الوقت الذي ضيعناه خلال ساعات اليوم الطويلة، وقد يبدأ أحدنا بمراجعة النشاطات التي قام بها خلال اليوم ويشعر أنه لا يوجد سبب رئيسي لضياع الوقت فهو لم يخرج من المنزل ولم يجلس مع الأسرة بشكل كبير ورغم ذلك هناك الكثير من الوقت الضائع خلال اليوم.

وهذا ما يسمى بالأوقات البينية الضائعة بين النشاطات المختلفة خلال اليوم والتي من الممكن أن تستغرق وقت أطول من النشاطات اليومية نفسها، وهي ما سنتحدث عنه بشكل مفصل في هذا المقال، حيث سنعرض أسباب إضاعة الوقت كما سنعرض طريقة التخلص من هذه الأسباب التي تؤدي لضياع الوقت خلال اليوم.

1- كثرة التفكير في الماضي

لكل شخص منا الماضي الخاص به بما يحمل بداخله من ذكريات سواء كانت جيدة أو حزينة، ويختلف الناس من حيث معدل التفكير في الماضي فهناك من لا يتطرق الى الماضي الا قليلا جدا، وهناك من يتحول الماضي بالنسبة له الى أمر ثابت في مخيلته لا يستطيع مفارقته فلا يمر يوم عليه بدون التفكير في الماضي وهنا تكمن المشكلة حيث يتحول الماضي الى مضيع للوقت وبشكل كبير.

كيفية التخلص من مشكلة كثرة التفكير في الماضي ؟

  • يجب أولا أن ترضى بما أنت عليه الآن وبما وصلت اليه خلال ماضيك وأن ما أنت فيه هو قدرك أنت ولا مفر من أنه كان سيحدث لك.
  • ثانيا عليك القيام بالتعبير عن مشاعرك و أفكارك المتعلقة بالماضي وكتابتها على ورق أو القيام برسمها بحيث لا تتركها حبيسة أفكارك، أو حتى يمكنك مشاركتها مع شخص مصدر ثقة بالنسبة لك.
  • ثالثا يجب العمل على فصل الماضي عن الحاضر والإيمان بالتغيير للأفضل وذلك بترك كل ما يخص الماضي والقيام برميه بعيدا عن ذاكرتك كلما راودك في أفكارك، بطبيعة الحال سيكون الأمر صعبا في البداية ولكن مع تكرار هذا الأمر سيقتنع العقل أنك لا تعطيه الفرصة للتفكير في الماضي ومن ثم لن يطرح عليك هذه الأفكار مرة أخرى.

2- القلق من المستقبل

يعاني الكثير من الناس بحالة من الخوف والقلق من المستقبل ومن المجهول بشكل عام مما يضع الشخص داخل إطار من الخوف لا يكاد يفارقه في جميع أوقاته يتحول مع الوقت الى سبب رئيسي لضياع الوقت وعدم التركيز في ما يقوم به الشخص من نشاطات في الوقت الحالي.

حيث يشير أطباء الطب النفسى، إلى أن كثرة التفكير المقترن بالقلق والخوف من المستقبل قد يتسبب فى فشل الشخص وإخفاقه في حياته بشكل عام، كما يسهل إصابته بالأرق، كما أنه يجعل الشخص لا يرى الأمور بصورتها الصحيحة ودائماً ما ينظر للأمور بطريقة سلبية.

كيفية التخلص من مشاكل القلق من المستقبل ؟

أولا قم بالتخلص من التفكير بشكل سلبي خلال اليوم وحاول بشكل مستمر طرد الأفكار السلبية كلما راودتك.
ثانيا حاول أن تملأ وقتك بنشاطات إيجابية مثل القراءة والتعلم والرياضة والجلوس مع الأسرة وغيرها، ولا تترك أوقات فارغة تماما من النشاطات حتى لا تتخللها الأفكار السلبية.
ثالثا قم بإخراج أى أفكار تراودك وذلك عن طريق كتابتها أو رسمها ولا تتركها حبيسة تفكيرك أو حتى مشاركتها مع شخص ذو ثقة منك مثل صديقك المقرب.

اقرأ كذلك 5 فوائد للنوم “الثالثة ستدهشك” ستجعلك تضعه في أولوياتك اليومية

3- الدوران في دوامة من المشاكل الشخصية

كل إنسان لديه قائمة طويلة من المشاكل والأمور الحياتية التي يضيع فيها أوقاته اليومية، وغالباً ما تأخذ المشاكل والقضايا الفرعية الجزء الأكبر من الوقت وذلك على حساب الأنشطة المهمة التي تريد القيام بها، ولعل هذه المشكلة هي سبب كبير من أسباب ضياع الوقت خلال اليوم.

كيفية التخلص من الدوران في دوامة المشاكل الشخصية ؟

لكي تتمكن من الخروج من هذه الدوامة التي تأخذ معظم أوقاتنا خلال اليوم عليك بفعل الخطوات التالية:

  • أولاً أن تبدأ بوضع قائمة بالمهام التي تريد تحقيقها خلال اليوم، مع الحرص على أن تكون عادلة وغير صعبة التنفيذ.
  • ثانيا قم بتوزيع هذه المهام على اليوم بشكل منتظم بحيث يكون اليوم يشتمل على المهام وأيضا على أوقات فراغ ولا يتحول اليوم بالكامل الى أنشطة ومهام ويتحول الموضوع الى صورة مملة وصعبة التنفيذ.
  • ثالثا ابدأ بالمهام السهلة التي تحتاج مجهود أقل ومن ثم المهام الأكثر صعوبة حتى يكون الأمر به نوع من التدرج في المهام والتشجيع للإستمرار وإتمام باقي المهام.
  • رابعا قم خلال الأوقات البينية بين المهام بمتابعة شئون حياتك اليومية مثل الأسرة أو الأصدقاء أو غير ذلك من الأنشطة التي كانت تضيع وقتك سابقًا ولكن أحرص أن لا تسقط مرة أخرى في دوامة إضاعة الوقت وذلك عن طريق تنبيه نفسك بباقي المهام الموزعة خلال اليوم، حيث يكون إتمام المهام هو محور يومك.

4- عدم إنجاز العمل في وقته المحدد

كم مرة كان عليك إتمام مجموعة من المهام خلال وقت محدد ولكن لم تفعل ولم تتمكن من الإنتهاء من العمل في وقته المحدد؟، كم مرة كان أمامك وقت طويل لإنهاء وظائف معينة وبدأت في تأجيل وتسويف هذه الوظائف يوم بعد الآخر حتى إنتهاء الوقت المحدد في الوظيفة ولم تتمكن من الإنتهاء نظرا لأنك بدأت في العمل خلال اللحظات الأخيرة من الوقت وبطبيعة الحال لم يسعفك الوقت للقيام بذلك.

هذه المشكلة التي تواجه العديد من الأشخاص سببها الرئيسي هو التسويف في الأعمال من وقت الى آخر حتى إنتهاء الوقت تماماً ومن ثم نتعرض لمشكلة عدم إنجاز العمل في وقته المحدد.

كيفية التخلص من مشكلة عدم إنجاز العمل في وقته المحدد ؟

  • أولا قم بتقسيم العمل الذي تريد القيام به الى مجموعة من أصغر من الأعمال أو مجموعة مهام صغيرة.
  • ثانيا قم بتوزيع هذه المهام الصغيرة على الوقت المتاح لديك فمثلا إذا كان لديك أسبوع قم بوضع المهام بشكل منتظم خلال أيام الأسبوع.
  • ثالثا ابدأ بتنفيذ المهام من اليوم الأول للعمل مع الحرص بشكل شديد على عدم تفويت يوم بدون الإنتهاء من المهام الخاصة بهذا اليوم، والاستمرار هكذا حتى نهاية المهام في آخر يوم لتفاجأ أنك قد إنتهيت بشكل كامل من الوظيفة التي كنت تريد القيام بها.

اقرأ كذلك تعرف على تمارين التأمل وأهميتها لصحة العقل والجسد

5- تأجيل الأنشطة المهمة في حياتك

قد يبدأ الشخص في اليوم بمراجعة ما قام به خلال اليوم ويجد أنه بالفعل لم يضيع أى وقت خلال اليوم ورغم ذلك فهو لم يقم بالمهام الأساسية في اليوم فهو لم ينتهي من مهام العمل الموكلة إليه أو لم ينتهي من مذاكرة المواد التي يريد مذاكرتها أو لم يجلس مع أسرته وغير ذلك من الأنشطة التي من المفترض أنها أنشطة اساسية خلال اليوم.

ولعل ذلك يرجع الى عملية سوء تنظيم المهام خلال اليوم بحيث أن الشخص قد ركز بشكل كبير خلال اليوم على تنفيذ النشاطات الصغيرة مما كان سبب في ضياع الجزء الأكبر من يومه وبالتالى لم يستطيع إيجاد الوقت اللازم لإنهاء المهام الأساسية.

كيفية التخلص من مشكلة تأجيل الأنشطة المهمة في حياتك ؟

  • أولا عليك بوضع جدولك اليومي للأنشطة التي تريد القيام بها مع وضع ترتيب لهذه الأنشطة من حيث درجة الأهمية الخاصة بها فهناك أنشطة مهمة جدا وهناك أنشطة أقل أهمية وهناك أنشطة غير مهمة.
  • ثانيا إبدأ خلال اليوم بتنفيذ الأنشطة الأكثر أهمية أولا ومن ثم الإنتقال الى الأقل أهمية وإذا كان لديك متسع من الوقت قم بتنفيذ الأنشطة الغير مهمة.
  • ثالثا احرص بشكل كبير على أن لا يمر اليوم بدون تنفيذ الوظائف المهمة والتي تشمل الأركان الأساسية في حياتك وبذلك ستجد بعد مرور الوقت أنك إنتهيت من الأنشطة المهمة في حياتك.

6- المكالمات لمدة طويلة

بالطبع لا نستطيع أن نتحدث عن ضياع الوقت خلال اليوم من دون التحدث عن الوقت الكثير الضائع في المكالمات سواء من خلال الهاتف أو من خلال أحد التطبيقات الدردشة أو تطبيقات التواصل الإجتماعي، حيث يقضي العديد ما يقارب الساعات في هذه المكالمات والتي غالبا ما تكون مجرد وقت ضائع في ما لا يفيد.

كيفية التغلب على مشكلة ضياع الوقت في المكالمات ؟

يجب أن تتعامل في هذه النقطة بنوع من الجدية وذلك من خلال عدة خطوات كما يلي:

  • أولا بتحديد وقت محدد من اليوم مخصص لإجراء المكالمات ومن الممكن أن يكون ذلك في الأوقات البينية بين الوظائف والمهام التي تقوم بها خلال اليوم، بحيث يتحول وقت إجراء المكالمات الى وقت الراحة الخاص بك، أو يكون إجراء المكالمات خلال تحركاتك اليومية من مكان الى آخر.
  • ثانيا إذا كنت خلال وقت العمل عليك أن تقوم بإغلاق جميع مصادر المكالمات الواردة ولا تتلقى أي مكالمات الى في حالة الضرورة وبذلك لا تتعرض خلال ساعات العمل الى المقاطعة والتي تساهم بشكل كبير في ضياع الوقت خلال اليوم.

كانت هذه بعض الأشياء التي تأكل منك الوقت كما لو كانت مجموعة من الأسود الجائعة منذ عدة أسابيع ووجدت قطيعاً من الغزلان أمامها، ومع ذكر هذه الأسباب قمنا بوضع الطرق التي تدافع بها عن نفسك ضد هذا الأسود الجائعة قبل أن تلتهم منك حياتك بكل سهولة، نعرف أن المعركة ليست هينة ولكن عليك المحاولة طيلة حياتك كي تدافع عن وقتك .. عن حياتك.
وسوف نستكمل باقي طرق الدفاع عن وقتك وحياتك في الجزء الثاني

اضف تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول